اتهم رئيس الوزراء الأردني عبدالله النسور جماعة «الإخوان المسلمين» بالسعي إلى تقويض صلاحيات العاهل الأردني الملك عبدالله الثاني، مشيراً الى ان «الصلاحيات تمنح فقط لجلالة الملك، وجماعة الإخوان تريد أن تقلصها، وهي من تسأل عن أسباب ذلك». وتحدث النسور، في حوار أجرته معه «الحياة»، عن قرارات أردنية «سيادية» تمنع استقبال اللاجئين الفلسطينيين من سورية، معتبراً أن هذه القرارات بمثابة «خط أحمر». وقال: «هناك قرار أردني سيادي واضح وصريح بعدم عبور الإخوة الفلسطينيين من حملة الوثائق السورية إلى الأردن. استقبالنا لهؤلاء الأشقاء خط أحمر لأن ذلك سيكون مقدمة لموجة تهجير أخرى، وهو ما تريده الحكومة الإسرائيلية. إخواننا الفلسطينيون في سورية أصحاب حق في بلادهم الأصلية، وعليهم البقاء هناك لحين انتهاء الأزمة». وعن الأنباء التي تحدثت أخيراً عن التحضير لكونفدرالية مقبلة بين فلسطين «الدولة الجديدة» وبين المملكة الهاشمية، أعلن النسور أنه «لا مجال للحديث عن الفيدرالية أو الكونفيدرالية قبل انسحاب إسرائيل من كامل الأراضي المحتلة، ومنها القدسالشرقية»، موضحاً: «عندما يكتمل بناء الدولة الفلسطينية ويكتمل استقلالها وتحرير ترابها، عندئذ من حق الشعبين الأردني والفلسطيني أن يتحاورا حول المستقبل. لكن يجب أن لا نعفي إسرائيل من تبعات القضية الفلسطينية». ونفى النسور سعي الدولة الى التدخل في الانتخابات النيابية المقررة في 23 الشهر الجاري أو العبث فيها، وكشف للمرة الاولى عن أوامر ملكية لجهاز المخابرات العامة واسع النفوذ الذي تتهمه المعارضة بتزوير انتخابات سابقة، بعدم التدخل مطلقاً في سير العملية الانتخابية، سواء كان ذلك التدخل مباشراً أم غير مباشر، قائلا: «لن يكون هناك مجال للأخطاء التي وقعت خلال الانتخابات السابقة». واعتبر ان مقاطعة جماعة «الإخوان» للانتخابات «ليست من الديموقراطية في شيء». ورأى ان «المنطق الذي يحكم جماعة الإخوان غير صحيح، فهي تفرض على الأكثرية اللحاق بالأقلية، وهذا المنطق ليس موجوداً في أي من دول العالم». وأضاف: «نحترم حق الجماعة في المعارضة، لكن احترامنا لدورها لا يعني أنها تتخذ قرارات صائبة لأنها بالتأكيد (القرارات) لا تنزل من السماء». واعرب عن اعتقاده انهم «يخطئون مرة أخرى بمقاطعتهم العملية السياسية، وهذا ليس الخطأ الأول من وجهة نظري. لكنني مع ذلك أتفهم خلافاتهم الداخلية». وفي رده على التظاهرات التي سيشارك فيها «الإخوان» عشية الانتخابات النيابية في 18 الشهر الجاري، قال النسور: «إذا كان المقصود من نزولهم عرقلة الانتخابات، فهذا أمر غير مقبول ويشكل مخالفة. أعتقد أن الجماعة ومن معها لا يفكرون في كسر القانون، وأنزههم عن ذلك». واعتبر أن الخروج من الأزمة التي تعيشها البلاد، يتمثل في «تعظيم الديموقراطية، وأن يشارك الجميع في الانتخابات ويطوروا العملية الحزبية»، لافتاً إلى أن الخيارات المذكورة «ستؤدي الى تطور الحياة السياسية بما يسمح للبرلمان بتشكيل الحكومات، كما تعني أن جلالة الملك صاحب الصلاحيات لن يكون بحاجة لإدارة تفاصيل الحياة السياسية من جديد». لكنه رأى أن الوصول الى هذه النتائج «يحتاج الى أكثر من دورة انتخابية حتى تختمر الفكرة وتحقق نجاحاً مضطردا»، ما يعني أن البرلمان المقبل لا يمكنه تشكيل الحكومة، بعكس تصريحات رسمية صدرت سابقاً عن مسؤولين كبار في الدولة الأردنية.