أكد الدكتور سعد البازعي أنه واجه السلطة خلال رئاسته لتحرير صحيفة «الرياض ديلي» الناطقة باللغة الإنكليزية، وقال البازعي إن وزارة الإعلام « كانت تدار بطريقة عسكرية في الثمانينات من القرن المنصرم، في عهد علي الشاعر، ودخلت في مواجهة مباشرة معها، ووصلت إلى حد الاستجواب حول خبر نشر»، مستدركاً أن هذه السلطة تختلف عما سيتحدث عنه في المحاضرة، التي قدمها في نادي جدة الأدبي مساء الثلثاء الماضي، بعنوان «السلطة والثقافة: مواجهات النص»، وأدارها الدكتور يوسف العارف. وأوضح البازعي أن السلطة لا تعني فقط السلطة السياسية كما يتبادر إلى ذهن الحضور. وبدأ في سرد بعض الشواهد والأمثلة للمواجهة بين الكاتب والسلطة، ومنها رواية «تقاسيم الليل والنهار» من خماسية «مدن الملح» للروائي عبدالرحمن منيف، وقال إن منيف «عانى من السلطة، وكتب في المنفى وهو دفع الثمن في مواجهاته». وأضاف أن منيف واجه «شرق المتوسط»، بطريقة خاصة، «كما أنه في «مدن الملح» واجه السلطة السياسية والوضع المهين الذي يعانيه الإنسان». وقال إن منيف دائماً «يترك المكان مفتوحاً، وهذه أولى المحاولات في مراوغة السلطة، كما قال في روايته عن المكان إنه في أعماق الصحراء». وأشار البازعي إلى أن هناك ما سمّاها «الرقابة الافتراضية»، التي يفرضها الكاتب أو المبدع ويكتب عنها، كما حدث مع رواية «إعجام» للروائي سنان أنطون، التي كتبها من أميركا عن السلطة في العراق، إذ إن «الرواية تقوم على فضح لما في السجون العراقية». وأضاف المحاضر حولها: «وأنا أرى أنها متطرفة. إذ إن الرواية تروي قصة سجين يسجل رسالته في زنزانته بحروفٍ مهملة وبلا تنقيط، ليمررها من يد الرقيب إلى من يجيء من بعده ويضع النقاط على الحروف فيفهم هذه الرسالة». وأشار البازعي إلى أن «الصمت يكاد أن يكون القاسم المشترك بين عناوين الأعمال». واستشهد البازعي أيضاً بديوان «قراءة في السر لتاريخ الصمت» للشاعرة فوزية أبوخالد، وهي مجموعة نشرت في بيروت أواخر السبعينات، إذ إن المفارقة، كما قال، تكمن في «قراءة السر». وذكر أن فوزية أبوخالد قامت «باختلاق الرقابة الافتراضية ونحن أمام حالة افتراضية، وقد تكون غير مقصودة، إذ تقول في إحدى القصائد، «لا أجيد من فنون الحرب إلا الكتابة». واستحضر أيضاً مثالاً من الشاعرة خديجة العمري، التي ظهرت في الثمانينات، وأشار إلى قصائدها وخصّ منها قصيدة «دون الذي أنوي»؟ وقال إن هذه القصيدة «تبدو من العنوان أنها لم تقل كل ما تنويه، والقصيدة قالت ما لم يقل وما يزال، وهذا كله أقل مما نوت قوله». وفي ختام المحاضرة استشهد بالشاعرين سعدي يوسف ومحمد الدميني. وفتح بعد ذلك باب المداخلات، وطرح عدد من النقاد مداخلات مهمة، مثل الناقد حسين بافقيه والدكتور محمد ربيع والشاعرة بديعة كاشغري والناقدة سهام القحطاني وغيرهم.