اعتبر الدكتور سعد البازعي العلاقة بين المثقف وجميع مستويات السلطة، الاجتماعية منها والأخلاقية وغيرها، علاقة مواجهة مستمرة، مذكرا بأن الكتاب والشعراء العرب احتالوا في نصوصهم على هذه السلطة من خلال الترميز أو الاستعارات. وقال إنه في مرحلة الثمانينات كانت الأمسيات الأدبية للمبدعين مصحوبة بالنقاد الذين كان عليهم تفسير هذه النصوص، فيجدون أنفسهم في مازق مسؤولية الإفصاح عما أخفاه المبدع في نصه.. جاء ذلك في محاضرة ألقاها البازعي مساء أول من أمس بنادي جدة الأدبي بعنوان " الثقافة والسلطة مواجهات النص"، عنت بالمواجهة بين النصوص الإبداعية وسلطة الواقع التي وصفها البازعي بأنها جزء من مشروعه لإصدار كتاب، وقال إنه جزء من مشروع كتاب نقدي واسع، مستعرضا المصطلحات وبعض النصوص التي استبطنت هذه المواجهة، مذكرا بعبد الرحمن منيف، محمد جبر الحربي، خديجة العمري، محمد الدميني سعدي يوسف وآخرين. الاستعراض الشفاهي للبازعي لم يرض بعض الحضور الذين انتقدوا اقتصاره على نصوص قديمة تذكر بكتاب الدكتور البازعي" ثقافة الصحراء "، معتبرين المحاضرة ارتجالا يتكئ على ذاكرة الثمانينات الميلادية التي صدر فيها كتابه. وفي المداخلات ذكر الدكتور أحمد العدواني أنه ليس كل استعارة في النص نوعا من مواجهة السلطة، فالعمل الإبداعي له طبيعته الجمالية التي تقتضي مثل هذه. واعتبرت بديعة كشغري أن كل نص أدبي ما هو إلا مواجهة، وسألت ما إذا كانت هناك سلطة في مواجهة السلطة، مذكرة بتصريح وزير الثقافة والإعلام الدكتور عبد العزيز خوجة، الذي قال فيه" ليس من حق أي سلطة مصادرة كتاب". ورد البازعي بأن السلطة شاملة ومتعددة المستويات ولا أحد يستطيع تجاوزها، وبالتأكيد دائما هناك سلطة في مواجهة سلطة، فيما وصف الدكتور زيد الفضيل المحاضرة بأنها نوع من التفكير بصوت عال، "وهذه القراءة تعود لما قبل2011 ، لكننا بحاجة إلى طرح مختلف وجديد في المواجهة بين السلطة والثقافة، ولا نحتاج إلى قراءة نصوص قديمة، بل يجب أن نتوجه إلى الحاضر ونتفحص النصوص المنتجة فيه". ورأى حسين بافقيه المحاضرة بأنها مشتتة في اقتباساتها، واستذكر بافقيه هيمنة السلطة بعد تأسيس الدولة الإسلامية التي أنتجت ثقافة خاصة بها وعزلت كل من يختلف معها. ورد البازعي بأن توجهه معرفي وليس سياسيا وقال "لا يمكننا إغفال النصوص القديمة التي واجهت السلطة. ومن يعتقد أن لديه كامل الحرية ضرب مثالا بتويتر فهو مخطئ. إن الفضاء المفتوح ضئيل التأثير على الواقع". وعن تشتت الاقتباسات قال: إنني لا أقرأ من نص مكتوب، ولو كنت أفعل ذلك لضبطت الاقتباسات، ولكنني أسعى إلى الحوار حول القضية.