تدخلت جهات حكومية لحل قضية زواج المواطن التسعيني من طفلة لا يتجاوز عمرها 15 عاماً، إذ اتفق مسؤولون في المحافظة وهيئة حقوق الإنسان مع والد الطفلة على إعادة المهر إلى الزوج في مقابل حصول الطفلة على الطلاق. وأكد المتحدث باسم محافظة الحرث في منطقة جازان أحمد زيلعي أن قضية زواج الطفلة من المسنّ ستحل قبلياً اليوم (الأربعاء)، وقال زيلعي ل«الحياة» أمس: «تحدثت مع شيخ القبيلة، ومع رئيس هيئة حقوق الإنسان في منطقة عسير هادي اليامي لحل القضية الليلة، وسيتم إعادة المهر إلى الزوج كي يطلقها»، مشيراً إلى أن والد الطفلة أعاد إلى الزوج 20 ألف ريال من قيمة المهر، والمتبقي منه 45 ألف ريال حتى الآن. وأضاف أن والد الطفلة عزا تزويج ابنته لمسنّ إلى أنه أراد سترها، وتابع: «أخبرني والد الطفلة أنها تزوجت المسنّ، وجلست معه أربعة أيام، وبعدها أتت لزيارة أهلها، لكنها رفضت العودة مع زوجها». أما العريس، فأكد ل«الحياة» أمس أن نقص وسائل النقل جعله يتأخر في الوصول إلى محافظة الحرث، لتقديم شكوى ضد أهل العروس الذين يتهمهم بنقل زوجته من جازان إلى الرياض، بعد أن هربت من منزله في اليوم الثاني من الزواج. إلى ذلك، ذكر مقرب من والد الطفلة (فضل عدم ذكر اسمه) أن العروس استقرت في منزل زوجها أربعة أيام إلا أنها لم تتقبله لكبر سنه. وأضاف أن والد العروس زوّج ابنته بعد أن تردد عليه المسن مرات عدة، ووجد فيه الشخص الكفء لتزويجه، إلا أن ابنته لم تتقبله لوجود الفارق الكبير في العمر بينهما. وأشار إلى أنه تم إعادة 20 ألف ريال للعريس المسنّ، مناشداً أهل الخير الوقوف إلى جانب العائلة، لإكمال بقية المبلغ، وإعادته إلى الزوج، كي تنتهي القضية. وكان رئيس فرع هيئة حقوق الإنسان في منطقة عسير الدكتور هادي اليامي، وصف هذا النوع من الزواج بأنه «اتجار بالبشر». وقال اليامي ل«الحياة» أول من أمس: «هيئة حقوق الإنسان مهتمة جداً بوضع الطفلة، ونعمل على إيجاد طريقة للوصول إلى المنطقة التي تعيش فيها الطفلة، لإخراجها من الوضع الذي تعيش فيه، سواء من المسن أم أهلها»، مشيراً إلى أنه تم توجيه موظفي «الهيئة» لمتابعة وضع الطفلة عاجلاً، وتخليصها من معاناتها. ونشرت «الحياة» أول من أمس عن زواج مواطن تسعيني في محافظة الحرث من طفلة تبلغ من العمر 15 عاماً، ونقلت عن مقربين لعائلة الطفلة أن العروس أصيبت بالرعب ليلة الزفاف، ما دفعها إلى مغافلة زوجها، وإقفال باب الغرفة على نفسها يومين متتاليين، ثم عادت إلى منزل أهلها.