أشاد البابا فرنسيس في تيرانا أمس، ب«نموذج» التعايش السلمي بين الأديان في ألبانيا التي كانت «دولة ملحدة»، منتقداً «مجموعات متطرفة تشوّه» الدين لتبرير «العنف». وأحيا البابا قداساً في ساحة الأم تيريزا وسط تيرانا، بعدما استقبله عشرات الآلاف من الأشخاص في العاصمة، كما زار مركزاً اجتماعياً لرعاية أيتام ومعوقين، يبعد 20 كيلومتراً عن تيرانا، وسط تدابير أمن استثنائية لمواجهة تهديدات محتملة باعتداء «جهادي» على البابا. ويقود ألبانيا تحالف إسلامي – أرثوذكسي – كاثوليكي، علماً أن المسلمين يشكلون حوالى 59 في المئة، في مقابل 15 في المئة للكاثوليك و11 في المئة للأرثودكس. وزار البابا الراحل يوحنا بولس الثاني ألبانيا عام 1993، علماً أن الديكتاتور أنور خوجا كان أعلنها عام 1967 «أول دولة ملحدة في العالم». وبين عامَي 1945 و1985، توفي في الاعتقال أو أعدم سبعة أساقفة و111 كاهناً و10 إكليريكيين وثماني راهبات. وقال البابا في قصر الرئاسة: «لا يظنن أحد أنه درع الله، فيما يخطط وينفذ أعمال عنف واضطهاد. يجب ألا يتخذ أحد من الدين ذريعة للقيام بأعماله الخاصة المخالفة لكرامة الإنسان وحقوقه الإنسانية، وللحقوق الأساسية لكل رجل وامرأة ومع حق الحياة وحق الجميع في الحرية الدينية». واتهم «مجموعات متطرفة بالتنكّر» للفحوى الأساسي للدين، معتبراً أنها «تشوّه الفروقات وتستغلّها بين الديانات» وتجعل منها «عاملاً خطراً لمواجهة وعنف». ووصف البابا النظام السياسي الألباني والتعايش بين الأديان في البانيا بأنه «نموذج»، مضيفاً أن «مناخ الاحترام والثقة المتبادلة بين الكاثوليك والأرثوذكس والمسلمين، كنز ثمين للبلاد ويتضمن معنى خاصاً في زمننا». وأشاد ب»بلد الأبطال الذين ضحوا بحياتهم من أجل استقلال الأمة، وببلد الشهداء الذين شهدوا لإيمانهم إزاء الاضطهادات». أما الرئيس الألباني بوجار نيشاني فشكر البابا لأنه جعل البانيا أول دولة يزورها في أوروبا منذ توليه البابوية، معتبراً الأمر «تاريخياً» لجميع الألبان. وأضاف: «لا تعصّب وتطرف بيننا، ولكن احترام متبادل موروث من جيل إلى جيل. من بلد ملحد، تحوّلنا إلى بلد حرية دينية».