اختار البابا فرنسيس القيام بزيارة الى ألبانيا الأحد المقبل، في أول رحلة له إلى أوروبا للتشديد على نوعية الحوار بين الأديان، كما أوضح الناطق باسم الفاتيكان الإثنين، نافياً أي خطر على سلامة البابا في تيرانا. وقبل التوجه إلى البرلمان الأوروبي في ستراسبورغ في نهاية أيلول (سبتمبر)، سيقوم البابا بزيارة تستغرق إحدى عشرة ساعة إلى هذه الدولة الصغيرة في أوروبا. ونفى الأب فيديريكو لومباردي بشدة التهديدات المحتملة الآتية من إسلاميين مناصرين لتنظيم "الدولة الإسلامية" (داعش)، والتي تطرقت إليها الصحافة الإيطالية. وقال الناطق باسم الفاتيكان: "لا علم لي بأي شيء من هذا القبيل. لا سبب يدعونا إلى إجراء تعديلات على البرنامج". من جهة أخرى، قال الأب لومباردي: "سيستقل سيارة جيب (مكشوفة) يستخدمها في باحة القديس بطرس. وهو يحرص دائماً على عدم وجود عوائق بينه وبين الحشود". وفي إطار عرض الاسباب الرئيسة لاختيار ألبانيا، لفت الناطق إلى أن "البابا أراد تشجيع مناخ التعايش الصادق بين الاديان، والذي يمكن ان يكون رسالة إلى باقي أنحاء العالم". وأضاف: "بالتأكيد، لم يبدأ (رحلاته) في أوروبا من برلين وباريس أو لندن، فلديه عناية خاصة بالشعوب التي ليست هي الأغنى وليست الأقوى". والبابا فرنسيس، الذي سيرافقه وزيره للحوار بين الأديان الكاردينال الفرنسي جان لوي توران، سيلتقي المسؤولين عن ست طوائف متواجدة في ألبانيا، من مسلمين والبكتاش (تيار صوفي موجود منذ وقت طويل في البلد) وأرثوذكس وكاثوليك وبروتستانت ويهود، في إحدى أبرز المشاهد في زيارته. والهدف الآخر من الزيارة يكمن في "تكريم الطوائف الأخرى والديانات المختلفة" التي قاومت "الاضطهادات الرهيبة" للنظام الشيوعي بقيادة أنور خوجا (1945/85) الذي أدرج الإلحاد في الدستور الألباني في تلك الفترة، كما أوضح لومباردي. وأضاف أن "الطائفتين الكاثوليكية والأرثوذكسية تمران في أوج نهضتهما في ألبانيا". وأشارت تقديرات حديثة إلى وجود حوالى 15 في المئة من الكاثوليك و11 في المئة من الأرثوذكس في ألبانيا.