وصفت الكاتبة والروائية السعودية فادية بخاري الإجراءات التي تقوم بها وزارة الثقافة والإعلام لفسح بعض الكتب ب«المربكة» و«البطيئة». وقالت إن الإجراءات الروتينية التي تقوم بها الوزارة تستلزم فترة زمنية، «من شأنها إرباك حركة تسويق الكتاب في الداخل عنه في الخارج». وتطرقت في حديث ل«الحياة» لما حدث معها خلال محاولتها فسح روايتها «رسائل من سعوديات محافظات»: «إذ إن التأخير في إصدار الفسح أربك تسويق الكتاب، مقارنة بتسويقه في بعض الدول العربية والخليجية». وقالت بخاري إن نسخاً كثيرة نفدت من روايتها في الخارج قبل صدور الفسح، مؤكدة أن «ذلك يعطل من عطاء الكتاب والمؤلفين»، لافتة إلى ضرورة سرعة استجابة وزارة الثقافة والإعلام والمرونة في إجراءات الفسح. وفي ما يخص روايتها «رسائل من سعوديات محافظات» قالت إن الطبعة الأولى نفدت من الأسواق، وشهدت إقبالاً في معرض الدوحة للكتاب في دورته الأخيرة التي انتهت قبل أيام، مشيرة إلى أن هذا الأمر «أثلج صدري بوصول فكري، ولربما أن مسيرتي تتخذ طابع الإيقاع البطيء في إنتاجها، لكن الهدف من ذلك هو الوصول إلى قلب القارئ عبر بصمة خاصة تميزني ككاتبة، وأضن أن روايتي أعادت تشكيل مفهوم المرأة المحافظة للخاص والعام، ورسمت خطاً جديداً للقصة العاطفية السعودية، فقد ناقشت ضمن روايتي الكثير من المواضيع، مثل: «صاحب البدلة السوداء»، و«الخيانة»، و«صورة الرجل الشرقي» الذي يحمل صخوراً شرقية بالية في عينيه». واستنكرت فادية بخاري التفريق بين مهمة الكاتب الصحفي عن الروائي، وذكرت أن «كليهما شغف نحو قضيةٍ ما، لربما فكرة، إذ يبدو تخصيصي في جانبٍ محدد بلقب روائية قمعاً لما أرغب به، وأشعر بذلك التحديد يثقل على نفسي، ومن هنا يحق لي تصنيف دوري بامرأة تكتب أدباً، ومن خلال ما أكتب أشعر بكياني في صب مجهودي نحو الحقوق الإنسانية، سواء كان نهاية ذلك الفكر رواية أم مقال أدبي». ووصفت تجربتها ككاتبة عمود في مجال الحقوق ب«الإنسانية». ولفتت إلى أن «اعترافي بحقوق الإنسان بقلمي هو حراك أقدمه، وهو في متناول يد القارئ عبر مقالات تشجع وتحث من ناحية أو ترفض وتطالب بالتوقف من ناحية أخرى، وكان من ضمنها مقال «تجربة الأسواق المشتركة بين الشباب والعائلات»، من خلال ذلك المقال شجعت فكرة السماح للشباب السعودي بدخول الأسواق، وأعتقد أنني كنت موضوعية في تناولي للموضوع، كذلك الأمر الذي من خلاله طرحت فكرة «جمعية حقوق المرأة»، من منطلق أننا نملك جمعية لحقوق الإنسان، فلم لا ننشأ جمعية لحقوق المرأة التي أقرها الدين والشرع؟ وهذا ما أثار جدلاً صاخباً حال طرحه». وتتوقع بخاري أن وضع المرأة السعودية «سيكون على وتيرةٍ أفضل حينما تزيد ثقافتها الحقوقية، في وقتٍ لا تزال الكثير من قضاياها معلقة، وأنها على المستوى العالمي تعاني الكثير من أجل الحصول على حقوقها». واعتبرت نظرة المجتمع السعودي للأفكار الجديدة ب«وحشية»، موضحة أن «البعض من أفراد المجتمع بحكم تحفظه يتهيب كل ما هو جديد، ويحتاج إلى وقتٍ وزمنٍ حتى يتم تقبله، وهذا ما حدث حينما جاء زمن التلفاز، وحينما طالبت المرأة بالتعلم، ومن هذا المنطلق لم أخف حينما طالبت المرأة بممارسة البعض من الرياضات كالتكواندوا، شريطة أن لا يخرجها الأمر من دائرة أنوثتها، وليمكنها من الدفاع عن نفسها في حال استوجب الأمر».