أكد الروائي ماجد العنزي أن تعامل الناشرين مع جيله «كان في غاية السوء». وأشار إلى طغيان «المحسوبيات على العمل المهني». وقال: «كانت هناك اختلافات واضحة جداً في التعامل مع الروائيين والكتّاب بناءً على حجم علاقتك مع المسؤول. ليس هناك ما هو أسوأ من أن تكون روايتك في مكتبة صغيرة غير معروفة لأنك لست صديقاً للناشر، ورواية أخرى من الدار نفسها تجدها في أضخم المكتبات. لم أجد تسويقاً جيداً ولا أوراقاً تتابع حركة النشر ولا حتى أي مبلغ مالي من صافي المبيعات، على رغم أنني بصدد إكمال العامين لكن من دون نتيجة تُذكر». ولفت إلى أنه شخصياً لم يُحظَ بأي دعم ولا حضور في أي نادٍ أو ملتقى أدبي، «باستثناء أحد أندية القراءة في المدينةالمنورة، الذي قام مشكوراً بطلب نُسخي، وتشرفت بإهدائها له. أما بخصوص الصحف والمجلات فتجاهلوني بشكلٍ كلي وبالمعنى الحرفي للكلمة، ولم أجد أي رد أو مبرر لتجاهل رسائلي حين أريد نشر مقالاتي لديهم. يبدو أن الأمر بحاجة إلى قرابة أو معرفة بأحدهم حتى أتمكن من تحقيق ما أصبو إليه». وأكد العنزي ل «الحياة» كذلك أنه وجيله لم يجدوا الاهتمام من الناشر، فكيف يجدونه من المتلقى، «إن وجدنا ناشراً حقيقياً يرعى المواهب والكتاب المبتدئين فهذا سيضمن مستقبلاً أدبياً أفضل للثقافة في بلادنا، بدلاً من رهن ذاكرتنا لأسماء كبيرة فقط! إثبات الحضور يبدأ من رعاية حقيقية للكاتب، وتوجيهه ودعمه من خلال المنابر الإعلامية في الصحف والمجلات. ليس من المعقول أن نرى كاتب مقالات يكتب في صحف عدة وآخر يبحث عن صحيفة واحدة فقط ليعبّر عن رأيه ولا يجد ولن يجد! هذا الاحتكار ضار جداً، ويجفف الكثير من الأقلام السعودية التي تودّ أن تخط آراءها وتعبّر بحبرها عما يدور في بنات أفكارها». وأوضح العنزي أن الدافع الرئيس لكتابة رواية «شارع برايندلي»، التي صدرت قبل مدة ليست بالقصيرة، ولاقت إقبالاً جيداً من القراء، هو رغبته في خوض تجربة جديدة في المقام الأول. وأشار إلى أن الرواية تمتاز بأنها تفتح أفقاً واسعاً لخلق السيناريوهات التي تودّ أن تصب فيها قالب فكرتك، «ولهذا أغرتني فكرة كتابة «شارع برايندلي»، والبدء في عالم الرواية الشيق لعلها تكون وسيلتي لإيصال أفكاري إلى الجمهور في المستقبل». وحول رؤية البعض أن العنوان جاء مثيراً، قال إنه لا يراه مثيراً ولا غريباً، «فهو اسم الشارع الذي وقعت فيه الأحداث المفصلية في الرواية، حيث كان نقطة بداية ونهاية لأمور كثيرة بالنسبة إلى بطلها، لذلك أعتقد بأن هذا العنوان هو الأجمل لها، وهذا ما سيكتشفه القارئ في حال تعمقه بأحداثها وقراءتها إلى نهايتها. الروائي السعودي كغيره من الروائيين الذين يسعون إلى وضع عنوان لافت ليجذب فضول القارئ إليها، والإثارة تبدأ من العنوان الخارجي غالباً، أو من تصميم غلافها». وبيّن أن التعمق بالتفاصيل «مهم لكل قارئ لكي يُبحر في أحداث الرواية ويعيشها كما يريد الكاتب، لقد فضّلت أن تكون تجربتي الأولى مختصرة قدر الإمكان من ناحية عدد الصفحات وقلّة الشخصيات وعدم تعمقي الشديد في القصة على رغم قدرتي على ذلك، لأن معظم القراء لا يشترون الروايات الضخمة إلا من كتّاب مشهورين ومعروفين، ومن النادر أن تجد من يشتري لكاتب جديد في الساحة. لهذا أرى أن حجم الرواية معقول إلى حد كبير لاستيعاب أسلوبي وطريقتي في الكتابة، وبإمكان الجميع شراؤها لاكتشاف نمط كاتبها وذوقه في خياطة ثوب روايته». وقال: «لأكون أكثر صراحة، فضّلت أيضاً أن تكون أحداث الرواية خارج الوطن العربي لأسباب عدة، أبرزها هو أني بصدد كتابة رواية جديدة تقع أحداثها في بلادي، وهذا المشروع يتطلب مني الكثير من الوقت لكي يتم إنجازه بالشكل الذي أطمح إليه، على عكس «شارع برايندلي» التي بدأت مناسبة كتابتها بسبب مسابقة أدبية محصورة بزمن محدد، وفازت بها الرواية، وهذا ما جعلني أكتب سيناريو أحداثها خارج الوطن من باب التنوع، إضافة إلى أسباب أخرى لا يتسع المجال لذكرها».