أعلن محافظ الهيئة السعودية للمواصفات والمقاييس والجودة الدكتور سعد القصبي إيقاف العمل في بعض المصانع الخاصة بإنتاج الحديد (حديد التسليح)، لعدم التزامها بمتطلبات المواصفات القياسية المعتمدة، مؤكداً استمرار مشاركة الهيئة مع الجهات الرقابية ذات العلاقة في نشاطات الرقابة على المنتجات المستوردة والمصنعة محلياً. وقال في كلمة له خلال افتتاحه لورشة عمل "مواصفات وعمليات تصنيع حديد التسليح" التي نظمتها الهيئة اليوم الأحد وتستمر يومين: إن "الهيئة قامت بالتعاون مع وزارة التجارة والصناعة بالتفتيش على عدد من المصانع الوطنية للتحقق من مدى التزامها بالمواصفات القياسية السعودية، ومُنعت مصانع عن العمل لإخفاقها في تحقيق المواصفات القياسية المعتمدة وذلك إلى حين تتّخذ الإجراءات التصحيحية وتوفّر نظام جودة يراقب عملية إنتاجها. ونوّه باهتمام الهيئة بالمواصفات القياسية الخاصة بأسياخ الصلب لتسليح الخرسانة ، على اعتبارها ثاني مواصفة قياسية سعودية أصدرتها منذ 35 عاماً ، مشيراً إلى أن عدد المواصفات القياسية السعودية الخاصة بقطاع التشييد ومواد البناء بلغ أكثر من 3700 مواصفة قياسية سعودية، تمثل 13 في المائة من إجمالي عدد المواصفات القياسية السعودية المعتمدة حتى الآن، فيما تعكف الهيئة حالياً على إعداد 84 مواصفة قياسية سعودية جديدة في هذا المجال". وتطرّق محافظ الهيئة إلى النقلة النوعية التي حدثت في مجال تصنيع مواد البناء ومنها حديد التسليح، وتشريعات البناء، ممثلة في إصدار واعتماد "كود" البناء السعودي الذي احتضنته الهيئة وساهمت فيه بفاعلية وفق التوجيه السليم خلال الفترة الممتدة من العام 2002 إلى العام 2010. وشدّد على الترابط الواضح بين متطلبات السلامة في "كود" البناء والمواصفات القياسية للمواد. وتسعى الهيئة من خلال تنظيمها لورشة العمل إلى ترسيخ المنهجية العلمية في تطوير المواصفات السعودية، والإرتقاء بمستوى الجودة في التصنيع، بالإضافة إلى توحيد المواصفات القياسية لحديد التسليح وضمان توافقها مع التشريعات الوطنية. واستعرضت الورشة في يومها الأول العديد من القضايا الفنية المتخصصة ذات الصلة بمواصفات حديد التسليح وعمليات تصنيعه وفقاً لعدد من المرجعيات الدولية في مجال القياس، من أهمها نظرة شاملة على مواصفات حديد التسليح، يليها مقارنة مباشرة بين مواصفات حديد التسليح الكربوني في ضوء معايير المنظمة الدولية للتقييس ISO في مقابل معايير الجمعية الأميركية للاختبار والمواد (ASTM) . كما تناولت موضوع مقارنة كلّ من المتطلبات الكيميائية المطلوب توفّرها في حديد التسليح والمتطلبات الميكانيكية والإجهادات ومعدلات الاستطالة والثني، فيما اختتم اليوم الأول من ورشة العمل بمقارنة خصوصية النتوءات وعلامات الترقيم وفق معايير ال"ISO" و"ASTM". ومن المنتظر أن يناقش المختصين في فعاليات اليوم الثاني، مواصفات وعمليات تصنيع حديد التسليح، إذ تقدم الهيئة للمشاركين نظرة أكثر شمولية لعمليات تصنيع الحديد، منها صناعات الحديد الصلب الأولية والثانوية وغيرها من الخطوات التصنيعية، ثم تسلّط الضوء على تصميم السبائك للتحكم في المقاومة والليونة وغيرها من الخصائص ، وتختتم الورشة فعاليتها بمناقشة عامة والإجابة عن استفسارات وتساؤلات الحضور.