لم أجد كلمة مناسبة أستطيع كتابتها على الملأ إلا هذه الكلمة التي قد لا تفي بالغرض ولا تستطيع التعبير عن مدى اشمئزازي من هذا الفعل البغيض الذي إن عبّر فهو يوضح مدى اضمحلال الرقابة الداخلية داخل بعض النفوس وعدم الخوف من الله. ليست الحالة الأولى التي نقرأها ولن تكون الأخيرة... وأتمنى لو أعلم وأقرأ عن عدد من المواطنين المعترضين والمستهجنين لهذه الفعلة الشنيعة والمقيتة والمفجعة حقاً الذين لجأوا أيضاً إلى المحكمة لرفع دعوى استنكار واستهجان ورفض لمثل هذا السلوك غير السوي مثلما فعلوا مع م ع. لأنه سلوك لا يسيء للمرأة وحدها ولكن يسيء لمجتمع كامل، البعض يظهره عارياً من الأخلاق بهذه الأفعال والأخلاق المشينة... أتمنى أيضاً ألا نعتبرها شأناً شخصياً يخص امرأة وافدة، وضعت حياتها في يد رجل لا يؤتمن طلقها منذ عام ونصف العام (من دون أن تعلم) وظل يعاشرها معاشرة الزواج بكل اطمئنان، فلا قانون يلزمه بضرورة الإبلاغ ولا قانون يحاسبه (اذا أحجم عن إخبار الزوجة بوضعها الجديد). ولا أدري ماذا لو حملت الزوجة؟ وماذا لو وضعت طفلاً ماذا سيكون مصيره؟ هل سيخرج عندها بالصك المخبأ ويقول من أين لك هذا؟ ويتركها تحاول اثبات عفافها؟ ومتهمة بالزنا؟ وعليها المطالبة بإثبات الحمض النووي الذي ما زال البعض منّا يرفضه؟ ماذا تفعل لو شاء الله لها وكان لها أخ متهور؟ أو أب متهور؟ وقام أحدهما أو كلاهما بإطلاق النار عليها (واعتبرت الجريمة) جريمة شرف كالعادة! يا عيب الشوم على هكذا أخلاق، وعلى هكذا تربية وعلى هكذا ضمير، إلى متى تظل المرأة مغيّبة ومهمشة حتى في حقوقها وأهم حقوقها الشرعية؟ إلى متى تظل رهن مزاج الرجل (لو استحقوا فعلاً هذا الاسم)؟! المطلوب حتى نتفادى مثل هذا السلوك الذي انتشر انتشاراً يبعث على القلق أن نتخذ إجراءات تحتم وجود المرأة بنفسها في جلسة تسليم الصك، والمطلوب الا يسلم الزوج صك الطلاق إلا بحضورها شخصياً هي وليس ولي أمرها. ألا يكفي أن تدخل المرأة في (رحلة الزواج) وهي خائفة من المجهول، خائفة أن تصدم في أخلاق من اقترنت به وتخشى من تدخلات الأهل، وتخشى أن تنجب وتحرم من أطفالها، والآن هل عليها أن تعيش خوفاً جديداً وهو أن تكون مطلقة دون أن تدري؟ هل عليها قبل كل علاقة زوجية أن تستحلفه بالله انها زوجته؟ وهل عليها أن تحترز وتستعين بشهود لتثبت انه كان يعيش معها في هذا التوقيت كالجيران والأهل وحتى بواب العمارة؟ المطلوب الآن أن يعاقب هذا الرجل معاقبة علنية تجعله عبرة لغيره والا نعتبره «رجاءً» شأناً شخصياً. الأخلاق لا تتجزأ، وهذا الرجل وغيره أتى بفعل خطر لا يسيء للزوجة المصدومة فقط، بل يسيء لمجتمع بأكمله ويسيء لدين أول ما تعلمنا منه هو الأخلاق التي أضحت شحيحة على ما يبدو! [email protected]