قال ناشطان من المعارضة السورية إن 30 مدنياً على الأقل قتلوا أمس عندما قصفت طائرات حربية محطة وقود في ضاحية المليحة على الطرف الشرقي لدمشق. كما قتل 12 شخصاً من عائلة واحدة في غارة جوية على معضمية الشام قرب دمشق. وأفاد المرصد السوري لحقوق الانسان بأن الطيران الحربي شن غارات على بلدتي شبعا ودير العصافير في ريف دمشق، ومنطقة البساتين الواقعة بين مدينتي دوما وحرستا «بالتزامن مع هجوم مقاتلين من عدة كتائب مقاتلة على حواجز للقوات النظامية في محيط ضاحية الاسد السكنية». كما افاد المرصد ان مقاتلين من المعارضة أطلقوا نيران الأسلحة الآلية وقذائف المورتر على طائرات هليكوبتر متوقفة في «قاعدة تفتناز الجوية» في شمال البلاد قرب الطريق السريع الرئيسي بين حلب ودمشق أمس في اطار الصراع حول المطارات وطرق الامدادات بين النظام والمعارضة. وتواصلت الاشتباكات العنيفة في محيط معسكر وادي الضيف الاستراتيجي بريف معرة النعمان. وتحدث المرصد ايضاً عن وقوع اشتباكات عنيفة في محيط «مطار منغ العسكري» الذي يحاول المقاتلون المعارضون اقتحامه في حلب التي اغلق اول من امس مطارها المدني للمرة الأولى منذ بدء الاحتجاجات بعد احتدام القتال حوله. وحول الغارة الجوية على محطة الوقود في دمشق، قال الناشط أبو سعيد الذي وصل إلى ضاحية المليحة بعد ساعة من وقوع الغارة الساعة الواحدة ظهراً بالتوقيت المحلي (1100 بتوقيت جرينش) «أحصيت 30 جثة على الأقل. اما حرقت أو قطعت أوصالها». وأضاف ناشط آخر يدعى أبو فؤاد أن طائرات حربية قصفت المنطقة أثناء وصول شحنة وقود وتجمع ناس عند المحطة. وأظهرت لقطات فيديو التقطها نشطاء لم يتسن التحقق من صحتها من جهة مستقلة جثة رجل يرتدي خوذة على دراجة نارية وسط ألسنة لهب طوقت المكان والذي قتل خلال الهجوم فيما يبدو أثناء وجوده وسط طابور من المركبات انتظاراً للوقود. كما شوهد رجل وهو يحمل جثة مقطعة الأوصال. وضاحية المليحة واحدة ضمن سلسلة من الضواحي التي تسكنها غالبية سنية وتطوق العاصمة وكانت في طليعة الانتفاضة المستمرة منذ 21 شهراً ضد حكم الرئيس بشار الأسد. وتسيطر القوات الحكومية على وسط دمشق وهي تقصف الضواحي من الجو. يأتي ذلك فيما قتل 12 شخصاً من عائلة واحدة معظمهم من الاطفال في قصف بالطيران الحربي تعرضت له مدينة معضمية الشام جنوب غربي دمشق. وقال المرصد في بريد الكتروني «استشهد ما لا يقل عن 12 مواطناً من عائلة واحدة معظمهم من الاطفال، وذلك اثر القصف الذي تعرضت له مدينة معضمية الشام» في ريف دمشق. وأوضح مدير المرصد رامي عبد الرحمن في اتصال هاتفي مع «فرانس برس» ان القصف «ناتج من غارة جوية». وكان المرصد افاد في وقت سابق عن تعرض معضمية الشام «للقصف بالطيران الحربي. ووردت معلومات اولية عن سقوط شهداء وجرحى وتهدم في المنازل التي استهدفها القصف». وتشن القوات النظامية في الفترة الاخيرة حملة في محيط دمشق سعياً للسيطرة على معاقل للمقاتلين المعارضين للنظام. كما شن الطيران الحربي امس غارات على بلدتي شبعا ودير العصافير في ريف دمشق، وفق المرصد. وتعرضت مدينتا دوما وحرستا للقصف من قبل القوات النظامية فيما تعرضت مدن وبلدات زملكا وعربين ويلدا للقصف عند منتصف ليل الثلثاء - الاربعاء وسمع اصوات اطلاق نار وانفجارات على اطراف النبك صباح امس. وسمع دوي انفجار عبوة ناسفة في حي كفرسوسة من دون ان ترد معلومات عن خسائر بشرية. وفي ادلب، وقعت اشتباكات عنيفة بين القوات النظامية السورية والمقاتلين المعارضين في محيط مطار تفتناز في ريف ادلب الواقع شمال غربي سورية ما اسفر عن سقوط قتلى من الجانبين وفق ما افاد المرصد السوري. وتحدث المرصد عن «اشتباكات عنيفة مستمرة في محيط مطار تفتناز العسكري بين القوات النظامية ومقاتلين من جبهة النصرة وكتائب احرار الشام والطليعة الاسلامية الذين يهاجمون المطار». واشار المرصد الى ان المقاتلين استهدفوا المطار بقذائف. ولفت المرصد الى «معلومات اولية عن وجود خسائر بشرية بصفوف الطرفين. وأفاد المرصد بأن جماعة جبهة النصرة ولواء احرار الشام ووحدات أخرى تقاتل في إدلب تهاجم مطار تفتناز العسكري. ولم ترد على الفور انباء عن القتال حول المطار العسكري من وسائل الإعلام الحكومية السورية. ويعتبر مقاتلو المعارضة القوات الجوية أكبر خطر عليهم. وهم يسيطرون على أجزاء من محافظات في الشمال والشرق إلى جانب مجموعة من الضواحي حول العاصمة دمشق لكنهم لم يتمكنوا من حماية الأرض التي يسيطرون عليها في مواجهة الهجمات المتواصلة التي تشنها المروحيات والطائرات. وفي الأشهر القليلة الماضية حاصرت وحدات مقاتلي المعارضة عدداً من المنشآت العسكرية بخاصة بامتداد الطريق الرئيسي الذي يربط بين شمال سورية وجنوبها ويمتد من حلب أكبر المدن من حيث عدد السكان إلى دمشق. وقال المرصد إن هجوم امس هو الأحدث ضمن عدة محاولات للسيطرة على القاعدة. وتظهر صورة بالأقمار الاصطناعية للمطار أكثر من 40 مهبطاً لطائرات الهليكوبتر ومدرجاً وحظائر للطائرات. واظهر شريط فيديو صوره ناشطون وبثه المرصد على موقع «يوتيوب» الالكتروني، دماراً كبيراً في الطبقة الارضية لاحد مباني المدينة. ويسمع المصور وهو يقول «الله اكبر تفتناز. البحث عن شهداء من تحت الانقاض». ولم يحدد المرصد عدد ضحايا القصف. ولا تزال الاشتباكات مستمرة بين القوات النظامية ومقاتلين «من جبهة النصرة وعدة كتائب اخرى في محيط معسكر وادي الضيف» بريف معرة النعمان التي استولى عليها مقاتلو المعارضة في التاسع من تشرين الاول (اكتوبر) على مدينة معرة النعمان. وفي مدينة السفيرة، «تجددت الاشتباكات بين القوات النظامية ومقاتلين من جبهة النصرة وكتائب اخرى في محيط معامل الدفاع التي يحاولون اقتحامها منذ اسابيع»، وفق المرصد الذي اشار الى ان الطيران الحربي استهدف بلدتي حيان وحريتان في ادلب. في محافظة حلب (شمال)، اشار المرصد الى وقوع اشتباكات عنيفة في محيط مطار منغ العسكري الذي يحاول المقاتلون المعارضون اقتحامه. وأغلقت السلطات السورية اول من امس وللمرة الاولى منذ اندلاع الحركة الاحتجاجية في منتصف آذار (مارس) 2011 مطار حلب الدولي بسبب استهدافه بالقصف من مقاتلي المعارضة، وفق ما ذكر مصدر ملاحي لوكالة «فرانس برس». وما زال المطار مغلقاً. في ريف دير الزور، تعرضت قرة الحسينية والحصان والشهابات للقصف من قبل القوات النظامية عند منتصف ليل الثلثاء - الاربعاء. وأدت اعمال العنف في مناطق سورية مختلفة امس الى مقتل 34 شخصاً في حصيلة اولية، وفق المرصد.