سجل هدفاً يتيماً في الدوري، وثلاثة في دوري أبطال آسيا، وذاع صيته في هذا الموسم، نظير أخبار اجتماعية لا علاقة لها بكرة القدم، بعدها كثر الحديث حول غيابه عن الفريق، وعن خلافات بينه وبين مدرب الاتحاد كانيدا، ثم عاد للمشاركة ففشل وفشل وفشل من دون أن يسجل، واليوم خرج نايف هزازي عن صمته، وبدل أن يفجر غضبه في الشباك، ألقى بفشله على من قرر - بحسب أحاديثه - استبعاده عن المنتخب. أذكر أنني كتبت مرة أن حياة نايف الاجتماعية ونسبة تداولها الجماهيري والإعلامي ستنعكس عليه سلباً في الملعب، يبدو أن الكابوس بدأ يتحقق، وأن الأيام المقبلة ستحمل في جعبتها من الويلات ما لن يقوى هزازي على احتماله، فجماهير الاتحاد التي كانت ترى في نايف نجماً لا يشق له غبار، واسماً تنتظره رحلة نجومية طويلة، باتت تشكك في قدرته على استعادة مستواه، وبعضها يطالب برحيله. خلال الأيام القليلة الماضية تابعت ردود أفعال جماهير الاتحاد في مواقع التواصل الاجتماعي على أحاديث هزازي وهي المرة الأولى التي أجد فيها هذا الغضب تجاه اللاعب، ومن وجهة نظر شخصية أرى بأن الجماهير أصابت فيما ذهبت إليه، لأكثر من سبب أسردها تباعاً. أولاً: يتضح جلياً من تصريحات اللاعب جهله التام بحقيقة التدني المرعب في مستواه. ثانياً: لغة الغرور المفرطة التي طغت على حديثه، وقدرته على الدخول في الذمم، تدل بلا جدل على أن هزازي يرى في نفسه من القدرات ما ليس فيها. ثالثاً: مثل هذا التصريحات تعني أن هزازي راضٍ عن وضعه الحالي، وأنه لا يبحث عن التطور أو تقديم المزيد، ببساطة إن استمر نايف على ما هو عليه فسينجح من دون مساعدة في قتل نجوميته. في المقابل حديث هزازي أثار آخرين للخروج والتعبير عن استغرابهم من قائمة المهاجمين التي ضمها ريكارد للمنتخب السعودي المشارك في البطولة الخليجية، ومع احترامي للآراء كافة، إلا أنني متأكد من أن المدرب الهولندي نجح، وللمرة الأولى في ضم أفضل الأسماء الهجومية، ويكفينا للتأكد من ذلك الرجوع إلى الأرقام التهديفية، ياسر القحطاني الذي استغرب المتابعون من «اتصال» ريكارد به هاتفياً لإقناعه بالعدول عن الاعتزال الدولي هو السعودي الأكثر تهديفاً في الدوري هذا الموسم، بواقع 9 أهداف، إضافة إلى تميزه في تقديم مستوى لافت هذا العام، فيما سجل ناصر الشمراني 8 أهداف، تبعه يوسف السالم ب7 أهداف، ومحمد السهلاوي ب6 أهداف، وفهد المولد ب4 أهداف، وأخيراً الاحتياطي المثير للجدل عيسى المحياني بهدفين، القاسم المشترك في الأسماء الستة السابقة هو تجاوز جميعها حاجز «الهدف اليتيم»، وعلى رغم قلة مشاركة بعضها بالمقارنة مع نايف هزازي، إلا أن الراغبين في التشكيك وجدوا الفرصة. أتمنى أن لا يترجم كلامي هنا إلى حملة دفاع عن أي من الأسماء الستة، فالمقصود هنا هو طرح نقاط تسلط الضوء على منطقية قرار ريكارد في الاستغناء عن هزازي، وفي المقابل تصوير حقيقة الوضع الذي يعيشه اللاعب، وحاجته إلى الوقوف على مستواه، ومصارحة نفسه قبل الهجوم على الآخرين. [email protected] adel066@