تواصلت الاشتباكات والمعارك العنيفة في سورية أمس وهي تغلق صفحة عام دموي. وقال ناشطون وشهود إن هجمات النظام تركزت على دمشق وريفها وحمص ومعرة النعمان في إدلب التي قال ناشطون إنها تعرضت لدمار هائل خلال اليومين الماضيين بسبب المعارك العنيفة. وفيما يتواصل القتال بين السلطات السورية والمعارضين حول مدينة داريا قرب دمشق، عثر ليل الأحد-الاثنين على عشرات الجثث التي تحمل آثار تعذيب وتشويه في حي برزة في شمال دمشق، وفق ما ذكر المرصد السوري لحقوق الإنسان وناشطون. وقال المرصد في بريد الكتروني: «عثر على عشرات الجثث المجهولة الهوية في حي برزة البلد في منطقة الإنشاءات العسكرية وعليها آثار تعذيب ولم يتم التعرف عليهم حتى اللحظة». وقال الهيئة العامة للثورة السورية من جهتها إن عدد الجثث يقارب الخمسين، وإنها «مقطوعة الرؤوس ومنكَّل بأصحابها للغاية لدرجة انه لم يتم التعرف عليهم». واتهمت الهيئة ميليشيات «الشبيحة» الموالية للنظام ب «إعدامهم ميدانياً». ويصعب التحقق من صحة هذه المعلومات في ظل اعمال العنف الجارية في سورية. وقال نشطاء معارضون إن اشتباكات عنيفة اندلعت على مشارف دمشق منذ صباح أمس فيما حاولت قوات مدعومة بالدبابات استعادة السيطرة على ضاحية داريا ذات الاهمية الاستراتيجية من مقاتلي المعارضة في واحدة من اكبر العمليات العسكرية بتلك المنطقة منذ شهور. وأضاف النشطاء أن خمسة قتلوا منهم طفل بنيران صواريخ الجيش التي سقطت على داريا. وداريا واحدة من عدة ضواح سنية متشابكة تطوق العاصمة السورية وكانت في صدر الانتفاضة على حكم الرئيس بشار الأسد التي بدأت منذ 21 شهراً. وقال ابو كنان الناشط المعارض بالمنطقة: «هذا اكبر هجوم على داريا منذ شهرين. يحاول طابور مدرعات التقدم لكن الجيش السوري الحر يعرقله». وتابع أن عشرات الآلاف من المدنيين فروا من داريا خلال هجوم الحكومة المستمر منذ أسابيع لكن خمسة آلاف تبقوا الى جانب مئات من مقاتلي المعارضة. وتقع داريا قرب الطريق السريع الرئيسي بالجنوب المؤدي الى الحدود الاردنية على بعد 85 كيلومترا الى الجنوب. وقال نشطاء إن الجيش يحاول دفع مقاتلي المعارضة الى التراجع. ويتقدم مقاتلو المعارضة ببطء من مشارف دمشق الى مسافة قريبة من مناطق بوسط العاصمة تسكنها الأقلية العلوية. واعتمدت قوات الأسد على القصف الجوي والمدفعي وليس المشاة في أغلب الأحيان. واستطاع مقاتلو المعارضة السيطرة على عدد من البلدات النائية واشتبكوا مع القوات الحكومية قرب مطار دمشق الدولي، ما أدى الى وقف رحلات شركات الطيران الأجنبية. وقال ناشط آخر بدمشق على اتصال بمقاتلي المعارضة طلب عدم نشر اسمه، إن المقاتلين كانوا يتخذون من داريا موقعا لإطلاق قذائف المورتر والصواريخ محلية الصنع. واستطاعوا منها إصابة مجمع رئاسي ضخم يقع على تل يطل على دمشق واستهداف ميليشيا الشبيحة الموالية للنظام في منطقة المزة 86 التي يسكنها العلويون. وأظهرت لقطات فيديو صورها هواة وحصلت عليها وكالة رويترز من مواقع التواصل الاجتماعي على الانترنت ما يظهر على انه هجمات من قبل قوات موالية للنظام على أحياء في حمص ودمشق. وأحرزت القوات الحكومية انتصاراً اول من امس بعد عدة ايام من القتال واستولت على حي سني في حمص. وقال نشطاء معارضون إن كثيرين قتلوا في حي دير بعلبة بعد أن استولت عليه القوات الحكومية لكن لم يتسن التحقق على الفور من مزاعم وقوع «مجزرة». وفي إدلب، لحقت أضرار جسيمة ببلدة معرة النعمان في محافظة إدلب بشمال سورية بعد الهجمات التي شنتها قوات النظام. وكان يمكن رؤية نطاق الدمار في لقطات صورت اول من امس. وقال سوري يعيش في المنطقة إن معرة النعمان دمرت، ونسبة 80 في المئة منها لم يعد لها وجود، مضيفاً أن 95 في المئة من السكان هربوا منها. وأعرب عن مخاوفه من أن تشن قوات النظام هجمات بأسلحة كيماوية على البلدة. ويقوم الجيش السوري الحر بعملية يطلق عليها «البنيان المرصوص» في محاولة لتحرير البلدة من قبضة النظام. وتستخدم قوات المعارضة عدة أنواع من الأسلحة بما فيها ذلك البنادق والمدافع الرشاشة بالاضافة إلى دبابات وصواريخ كلها تستهدف قاعدتي الأسد في وادي الضيف والحميدية. وقتل 19 شخصاً في أعمال عنف أمس، وذلك غداة مقتل 126 شخصاً في أعمال عنف في مناطق مختلفة أول من امس، وفق المرصد، والقتلى هم 55 مدنياً و32 مقاتلاً معارضاً و39 عنصراً من قوات النظام.