ودع لبنان والجنوب العلامة السيد هاني فحص إلى مثواه الأخير في بلدته جبشيت في مأتم مهيب وبمشاركة رسمية فلسطينية لافتة. وكان جثمان فحص نقل صباحاً من بيروت إلى بلدته في موكب سيار. وفي البلدة حمل النعش الذي لف بالعلمين اللبناني والفلسطيني على الأكف، وتقدمه حملة الأكاليل، ومنها أكاليل باسم الرئيس الفلسطيني محمود عباس، رئيس المجلس النيابي نبيه بري، زعيم تيار «المستقبل» الرئيس سعد الحريري، وشخصيات، إضافة إلى الأعلام اللبنانية والفلسطينية وراية حركة «فتح». شارك في التشييع ممثل بري النائب هاني قبيسي، ممثل الرئيس الفلسطيني عضو اللجنة المركزية لحركة «فتح» عزام الأحمد، ممثل الأمين العام ل»حزب الله» السيد حسن نصر الله الشيخ نبيل قاووق، رئيس كتلة «الوفاء للمقاومة» النائب محمد رعد وعدد من النواب والمستشار الإعلامي لنصرالله محمد عفيفي، ممثلون عن القيادات الروحية، وزير الزراعة أكرم شهيب يرافقه وفد من الحزب التقدمي الاشتراكي، السفير الفلسطيني أشرف دبور، إضافة إلى وفد من القيادات والفصائل الفلسطينية وشخصيات سياسية، حزبية، اجتماعية، تربوية، إعلامية، وعلماء دين من مختلف الطوائف. وجاب الموكب الشارع الرئيسي للبلدة، وصولاً إلى باحة النادي الحسيني حيث أمّ العلامة السيد محمد حسن الأمين الصلاة على الجثمان ليوارى الثرى في جبانة البلدة. ونعى رئيس الحكومة اللبنانية تمام سلام العلامة فحص وقال: «فقد لبنان رجلاً كان في إيمانه عابراً للطوائف والمذاهب وكان في إسلامه منفتحاً على كل لبنان بإنسانية طبعت كل مواقفه. وأمضى حياته في نهج تواصلي جعله منارة مضيئة في الفكر والثقافة والحوار». وأضاف: «لقد استطاع هذا الرجل أن يصلي بين مجموعات من المؤمنين من كل الأديان، فحمل في محبته كل هؤلاء إلى ما أطلقه أصدقاؤه ومحبوه عليه وهو منطقة العمل المدني الناجح. واستطاع أن يقدم الحوار الهادئ بديلاً من الجدل الصاخب، فعرض مساحات لحرية الرأي لا تنمو بالصراعات العقائدية بل بغزارة الفكر وبشهود الباحثين عن الجوامع المشتركة بين الناس».