وزير الخارجية: لم نتخذ قرارا نهائيا للانضمام إلى بريكس    وزير الخارجية يشارك في جلسة بعنوان "السعي نحو الأثر: تعزيز الجهود من خلال المنتديات الدولية" في دافوس 2025    القصبي: 540 مليار ريال حجم تجارة الخدمات بالسعودية    سوريا مساعٍ حثيثة للإصلاح ومنع الحرب الأهلية    أعمال العنف تؤكد رغبة إسرائيل في تعزيز الاستيطان    السفير في دمشق يلتقي المبعوث الأممي إلى سورية    الفتح يقتنص فوزاً مهماً من ضمك في دوري روشن للمحترفين    الحزم يتغلّب على أحد بثلاثية ويسترد وصافة دوري يلو    جامعة الأمير سطام تُتوج بكأس الجامعات لكرة القدم "ب"    شراكة علمية بين مركز الملك سلمان لأبحاث الإعاقة وجامعة الجوف    أنطلاق بطولة مهارات التفوق الغذائية للأشخاص ذوي الإعاقة الذهنية    شتاء يُزهر بالجمال والمتعة مع جمعية يُسر الاجتماعية بمكة المكرمة    وكيل محافظ الطائف يشهد حفل تكريم 850 طالباً وطالبة بالتعليم    إحباط تهريب 352275 قرصًا من مادة الأمفيتامين بحالة عمار    روماريو: نيمار عانى في مسيرته مع الهلال.. أتمنى عودته للبرازيل    جمعية "سند" الخيرية تُكرم الفائزين بجائزة الأميرة عادلة بنت عبدالله    جرد مصادر المعلومات لتطوير 153 مكتبة عامة    الشذوذ ومعالجة الانحراف السلوكي    المدينة تستقبل الدفعة الثالثة من ضيوف الملك    مساعد رئيس مجلس الشورى تلتقي المديرة التنفيذية لهيئة الأمم المتحدة للمرأة    إنتاج المدينة من التمور يزداد بنسبة 31%    دبلوماسي سعودي رفيع المستوى يزور لبنان لأول مرة منذ 15 عاما    22 ولاية تطعن في أوامر ترمب لمنع منح الجنسية بالولادة    مكتبة الملك عبدالعزيز العامة تعقد ورشة عمل عن أسس ترميم المخطوطات والوثائق    رابطة العالم الإسلامي تعزي تركيا في ضحايا الحريق بمنتجع بولاية بولو    «التجارة»: 19% نمو سجلات «المعلومات والاتصالات»    حسام بن سعود: التطوير لمنظومة العمل يحقق التطلعات    آل الشيخ: خطبة الجمعة للتحذير من ظاهرة انتشار مدعي تعبير الرؤى في وسائل الإعلام والتواصل الاجتماعي    محافظ الأحساء يُدشّن وجهة "الورود" أحدث وجهات NHC العمرانية في المحافظة    أقل من 1% تفصل الذهب عن قمته التاريخية    بدء أعمال المرحلة الثانية من مشروع تطوير الواجهة البحرية لبحيرة الأربعين    نائب أمير الشرقية يستقبل مدير جوازات المنطقة بمناسبة تعيينه    الأمير محمد بن ناصر يدشن المجمع الأكاديمي الشرقي بجامعة جازان    أمير الشرقية يكرم الداعمين لسباق الشرقية الدولي السادس والعشرين للجري    محافظ الخرج يستقبل مدير مكافحة المخدرات    أنغولا تعلن 32 حالة وفاة بسبب الكوليرا    صندوق الاستثمارات العامة وشركة "علم" يوقّعان اتفاقية لاستحواذ "علم" على شركة "ثقة"    500 مليار دولار في البنية التحتية للذكاء الاصطناعي بالولايات المتحدة    كعب «العميد» عالٍ على «الليث»    فرصة هطول أمطار رعدية على عدة مناطق    وفاة مريضة.. نسي الأطباء ضمادة في بطنها    اعتباراً من 23 رجب.. حالة مطرية «سابعة» تترقبها السعودية    انخفاض في وفيات الإنفلونزا الموسمية.. والمنومون ب«العناية» 84 حالة    سكان جنوب المدينة ل «عكاظ»: «المطبّات» تقلقنا    10 % من قيمة عين الوقف للمبلّغين عن «المجهولة والمعطلة»    إيجابية الإلكتروني    شيطان الشعر    وفاة الأمير عبدالعزيز بن مشعل بن عبدالعزيز آل سعود    إنستغرام ترفع الحد الأقصى لمقاطع الفيديو    سيماكان: طرد لاعب الخليج «صعّب المباراة»    قطة تتقدم باستقالة صاحبتها" أون لاين"    وفد "الشورى" يستعرض دور المجلس في التنمية الوطنية    علي خضران القرني سيرة حياة حافلة بالعطاء    كيف تتخلص من التفكير الزائد    عقار يحقق نتائج واعدة بعلاج الإنفلونزا    الدبلوماسي الهولندي مارسيل يتحدث مع العريفي عن دور المستشرقين    خطة أمن الحج والعمرة.. رسالة عالمية مفادها السعودية العظمى    متلازمة بهجت.. اضطراب المناعة الذاتية    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



أمير قطر: لبنان يستطيع اتخاذ قراره بنفسه ... بري: «هيئة الأركان» تحاول بث التفرقة عبر المحكمة
نشر في الحياة يوم 01 - 08 - 2010

تحولت زيارة أمير قطر الشيخ حمد بن خليفة آل ثاني للجنوب اللبناني الى مهرجان جماهيري حاشد حيث أقيمت الاحتفالات وألقيت كلمات أشادت بدولة قطر وأميرها الذي ساهم في إعادة إعمار العديد من القرى الجنوبية وافتتح مشاريع وتفقد مؤسسات دُمِّرت في عدوان تموز (يوليو) 2006. وبرزت مشاركة رئيس الجمهورية اللبنانية ميشال سليمان ورئيس المجلس النيابي نبيه بري ورئيس الحكومة سعد الحريري ووفود مرافقة من هيئات سياسية وديبلوماسية وقنصلية التي تميزت بحضور شعبي لافت ومحبة عبّر عنها أهالي الجنوب للوفدين الرئاسي والأميري.
وكانت أول محطة للموكب الرئاسي الذي ضم الرئيس سليمان وعقيلته السيدة وفاء والشيخ حمد وعقيلته الشيخة موزة في سيارة واحدة، والرئيس بري والرئيس الحريري في سيارة أخرى في بنت جبيل.
استقبل الموكب الرسمي في محطات عدة بنثر الرز والورود وذبح الخراف وصولاً الى مدخل مدينة بنت جبيل حيث اصطف على جانبي الطريق حَمَلة الأعلام من جمعيتي كشافة «الرسالة الاسلامية» والمهدي والفرق الموسيقية والدفاع المدني، في حضور الوزير محمد جواد خليفة، السفير السوري علي عبدالكريم علي، وعدد من النواب، وممثل الأمين العام ل «حزب الله» النائب محمد رعد. استهل الاحتفال بقص شريط الافتتاح لبوابة بنت جبيل، وعزفت فرقة موسيقى الجيش نشيد السلام والنشيد الوطني. بعد ذلك تسلم أمير قطر من سليمان وبري والحريري مفاتيح بنت جبيل وعيناتا وعيتا الجبل، وأزيح الستار عن النصب التذكاري لإعادة إعمار السوق التجارية والمدينة، لينتهي بعرض فولوكلوري شعبي وموسيقى شعبية على المجوز والطبل وعرض للخيّالة. وانتقل الجميع الى باحة المستشفى الحكومي في بنت جبيل حيث أقيم احتفال افتتاح المستشفى الذي شيدته قطر.
رعد والتقارب العربي
وألقى رعد كلمة أكد فيها ان «بنت جبيل كقرى الجنوب شاهدة على انتصار المقاومة على إسرائيل وعدوانيتها»، وقال: «حرب تموز (يوليو) أفشلت المخططات الاسرائيلية باعترافات قادتها الذين أكدوا انهم خسروا قوة ردعهم في العالم العربي ولم يحققوا أدنى انتصار في حربهم».
وأضاف: «اسرائيل تشكل مشكلة للعالم من خلال رفضها حقَّ عودة الفلسطينيين واستمرار احتلالها أجزاءَ من أرض لبنان إضافة الى الاستمرار في سياسة التوطين. اسرائيل كيان مهزوم ومأزوم لأنه غير قادر على الاعتماد على قوته التي كان يعتمد عليها دائماً، وليس أمامه سوى افتعال الفتن في الدول العربية وتعميق انقسام الفلسطينيين من خلال الدعوة الى مفاوضات مباشرة، و «حزب الله» يراقب كل هذه الأمور عن كثب ويرحب بأي تقارب عربي لأنه يُفشِل خطط اسرائيل». ولفت الى ان «الإسراع في إعادة إعمار القرى التي هدّمتها اسرائيل يعود الفضل فيه إلى دولة قطر وأميرها الذي أصر على مباشرة العمل وإنجازه بإشراف متواصل»، وشكر «باسم الأمين العام ل «حزب الله» السيد حسن نصرالله وكل اللبنانيين لقطر وشعبها وأميرها وحكومتها المساعدة في إعادة إعمار الجنوب»، منوهاً «بالجهود التي بذلتها قطر خلال الحرب والمساعي إلى إنهائها بظل جهد البعض لإطالة أمدها».
وأوضح ان «الأزمة الداخلية التي عصفت بلبنان بعد حرب تموز انتهت بفضل اتفاق الدوحة، والاستقرار الذي شهده لبنان منذ ذلك الاتفاق معرض للتهديد عبر قرار ظني ظالم يحقق أهداف اسرائيل مجدداً في لبنان بعد أن عجزت عن تحقيقها في عدوان تموز 2006»، وأشار الى ان «التسييس هو ألد اعداء الحقيقة، وإطلاق الحزب ناقوسَ الخطر هو لشعوره بخطر الفتنة التي تُحضَّر».
بري: الدور الديبلوماسي
ثم ألقى الرئيس بري كلمة قال فيها (...) «هنا في بنت جبيل لا يكفي أن نقول شكراً قطر من القلب للقلب، شكراً على إعادة إعمار آلاف الوحدات السكنية التي يرتفع بنيانها على نقاط العلام الاربع بنت جبيل واخواتها عيناتا وعيتا الشعب والخيام، هذه العناوين التي كانت هدفاً على منظار التصويب الاسرائيلي بكل أسلحة الدمار البرية والبحرية طيلة ثلاثة وثلاثين يوماً...».
وأضاف: «اليوم اكتملت عناصر المقاومة الاربعة لأي عدوان اسرائيلي حيث ان لبنان يملك أولاً قوة الردع المتمثلة دائماً بسلاح الوحدة الوطنية والشعب والجيش والمقاومة، وثانياً عملية النهوض بعد اعمار ما هدمته الحرب الاسرائيلية الأخيرة، بدعم وتمويل من دولة قطر، من دون ان ننسى فضل الإخوة في دولة الكويت والمملكة العربية السعودية ودولة الامارات العربية وسورية والجمهورية الاسلامية في ايران على مساحة عدد كبير من البلدات والقرى، وثالثاً تحصين المنطقة الحدودية بخط دفاع صحي يتمثل بمستشفى الدوحة في بنت جبيل».
وزاد بري: «قبل 5 أيام من اليوم، في السادس والعشرين من تموز 2006 كان من المفترض ان يُعقد مؤتمر روما لما سمي «أصدقاء لبنان» وعلى طاولته جثة هذه المدينة لتتمكن من كانت تدير الاجتماع، كوندوليزا رايس وزيرة الخارجية الاميركية السابقة، من تقديم رأس المقاومة على طبق من فضة على خلفية احتلال الجيش الاسرائيلي عاصمة المقاومة بنت جبيل. عشية ذلك النهار كانت بنت جبيل مضاءة بكرة نار برية وجوية لا يمكن حساب حجمها وقدرتها التدميرية. كان تراكم الحضارات التاريخية والتراث الانساني المعماري لقلب هذه المدينة على وقع القذائف الثقيلة يتدمر ويتهدم، وفي صباح ذلك اليوم لم يكن بالإمكان احتساب النتائج المادية لضربة النار الاسرائيلية، الا انه تأكد ما كان. وكنت شخصياً على اتصال بقطر وهذا الشق لعله معلوم بالدور القطري في الموضوع السياسي، موضوع اصلاح القرار 1701 كما أتى الآن، كان لكم دور في هذا الأمر أيضاً، كان أيضاً دور آخر على الأرض. هزيمة الجيش الاسرائيلي على أبواب بنت جبيل وتلالها».
وأضاف: «الآن وحدها قطر تعرف الكلفة المادية لإعادة اعمار بنت جبيل ونحن نعرف معنى تكامل صناعة النصر واعادة البناء. اما في مثل هذا اليوم قبل أربع سنوات فإن أوراق كتاب التاريخ تشهد على بسالة المقاومة على محاور عيتا الشعب ورامية والقوزح وعديسة وكفركلا والى تصاعد التحرك العربي والدولي لمطالبة اسرائيل بوقف النار. مرات ومرات دخلوا الى مارون الراس، ومرات ومرات خرجوا من مارون الراس. ولكن ما يجب ان يكون معروفاً انه اذا كان تاريخ المقاومة الحديث قد كتب بالدم والصبر والصمود على هذه الارض فإن الدور القطري في قيادة الديبلوماسية العربية في المحافل الدولية فآنذاك كانت قطر عضواً في مجلس الأمن، قد توصل الى تسجيل المطالب التي طالبنا بها أي المطالب اللبنانية في اطار القرار 1701». وقال «يبقى اليوم وعلى خلفية ما نسمع ونرى انه اذا كانت المقاومة قد خرجت سالمة غانمة من تلك الحرب، هل تراها تسلم اليوم من تحول هيئة الأركان الاسرائيلية عسكرياً، وفي الحقيقة، أن اسرائيل ليس لها عمل كل يوم سوى أن تقدم لنا التهم بالنسبة الى المحكمة الدولية والتحقيق الدولي، وإسرائيل «ما عندها شغلة وعملة إلا بث هذه التفرقة بين اللبنانيين بالنسبة لهذا الأمر».
التوترات اللبنانية والملفات الاقليمية
أضاف: «اننا يا صاحب السمو نلمس انه كلما تعقدت الأزمات وازداد ثقل الملفات الاقليمية شهد لبنان نوعاً من التوترات السياسية والمختلفة بهدف تحويل الانظار عما يجرى من واشنطن الى تل ابيب الى فلسطين والعراق وافغانستان. لقد اتفقنا في الدوحة برعايتكم الكريمة على السير بلبنان في طريق واضح للخروج من الأزمات ونحن اليوم وبمناسبة زيارتكم بلدَكم الثاني لبنان نأمل من سموكم التشديد على تحصين اتفاق الدوحة ومثله اتفاق الطائف بهدف الحفاظ على وحدة لبنان وسلمه الاهلي».
وتابع «نتمنى ان تكون زيارتكم كما زيارة الامس للعاهل السعودي ولسيادة الرئيس بشار الأسد مناسبة لتعزيز مسيرة بناء الثقة بين الاطراف اللبنانيين وعدم الوقوع في الافخاخ الهادفة الى العودة بلبنان الى أجواء الفتنة. كما اننا نتمنى على سموكم تقوية مناعة لبنان ازاء محاولة اسرائيل خلق شرخ بين المواطنين وقوات اليونيفيل لتقويض هذه القرار والتهرب من التزاماتها تجاهه. اننا اذ لا ننسى أهمية مشاركة قطر في هذه القوات لدى تشكيلها فإننا نؤكد وفاء لبنان لالتزاماته تجاه القرار 1701 وبناء افضل العلاقات مع قوات اليونيفيل عبر الجيش اللبناني (...). الآن بدأ الاسرائيليون يقولون انك اقتربت من محور الشر. جعلت المصادر الاسرائيلية تصنف قطر في محور الشر الى جانب سورية ولبنان. ان هذا الامر يضفي شرفاً اضافياً لدولة قطر التي لن تقع حتماً في محور ارهاب الدولة كما اسرائيل».
أمير قطر والتحديات
بدوره ألقى أمير دولة قطر كلمة قال فيها: «يشرفنا ان نكون معكم اليوم في هذه البقعة بالذات من لبنان، وفي افتتاح هذا المشروع في هذا الموقع، وفي هذه الاجواء رمزاً مؤثراً وخلاقاً وسط شعب يملك القدرة والشجاعة على مداواة جراحه، والارتفاع فوق آلامه، رغم كل الطوارئ والازمات».
وأضاف: «ان هذا المشروع جهد كبير نقدر القائمين عليه ونقدر عملهم واخلاصهم، ونشعر بالرضى بعد أن اتاحت لنا الظروف المشاركة بجهد في المساعدة على قيامه واتمامه، لكن المعنى الرمز لهذا المشروع هو ما يثيره من التفاؤل بأن هذا البلد وشعبه يملكان من ارادة الحياة ومن ارادة الصمود ما يمكنه بإذن الله من الشفاء والتعافي. ومع ذلك لا يزال لبنان يواجه الكثير من التحديات وهو أهل لمواجهتها، وعلى رأسها تحدي اعمار المجتمع واعادة بناء المواطن، انها معركة لا يمكن تقسيم اللبنانيين فيها الى خاسر ورابح، فإما ان يكسبها اللبنانيون معاً ويكسبها معهم العرب، او يخسروها جميعاً ومعهم العرب أيضاً وليس لدينا شك في ان لبنان قد اختار ان يواجه هذا التحدي ويكسب هذا النزال، ويعني هذا الخيار التمسك بعروبة لبنان، فهي التي تجمع أهله، وهي التي تربطهم بمحيطهم، كما يعني هذا الخيار التمسك بالمواطنة أساساً للانتماء لهذا الوطن الذي يتسع للديانات والمذاهب كافة».
نساند العيش المشترك
وتابع: «ليس لدينا شك في ان لبنان يعرف مصلحته، ويمكنه ان يتخذ قراره بحكمة وروية وقد وجدتم الدوحة والطائف وغيرهما من المدن العربية جاهزة لاحتضان لقاءاتكم لكنكم لن تحتاجوا لمثل هذا في المستقبل، ان شاء الله، غير انكم ستجدوننا دائماً داعمين ازدهار لبنان وتنميته ومساندين صوتَ الحكمة والعقل والعيش المشترك لكل مواطنيه، لبنانيين عرباً، مسلمين ومسيحيين، سنة وشيعة».
br / أضاف: «في هذه الايام، وفي هذه المناسبة بالذات، نرفع صوتنا جميعاً ضد حصار اخوتكم في غزة الذين ذاقوا دماراً مشابهاً، ولكن لم يتح لهم بعد ان يعيدوا اعمار ما هدم في هذه الايام. نرفع صوتنا جميعاً مع الانسان، مع الأطفال والنساء، مع الشباب والشيوخ ضد الحروب وويلاتها».
واختتم قائلاً «هنيئاً للجنوب وأبناء وبنات الجنوب بالصمود وبالكرامة. لقد رفعتم رأس لبنان كله ورؤوس العرب جميعاً. هنيئاً للبنان بإعادة الاعمار، هنيئاً له بجنوبه وهنيئاً له بشماله وبيروته».
الموكب عبر بوابة فاطمة
ومن بنت جبيل توجه الموكب الرئاسي الذي ضم الرئيس سليمان وأمير قطر والرئيس بري الى منطقة الخيام باستثناء الرئيس الحريري الذي اقتصر حضوره على بنت جبيل، وقد احتشد آلاف المواطنين في بلدات عيترون وبليدا وميس الجبل وحولا للترحيب بهم. وأقيمت في بلدة عيترون حلقات الدبكة وفي ساحة ميس الجبل شق الموكب سيره بصعوبة بسبب الاستقبال الشعبي الحاشد الذي نظم وجرى خلاله نحر الخراف ونثر الورود والرز، فيما عقدت حلقات الدبكة ورفع السيوف والترس بعدما عبر الموكب البلدة. وتابع الموكب سيره نحو مركبا والعديسة حيت احتشد مئات المواطنين وجرى نثر الورود والرز. وعند الاولى و40 دقيقة وصل الموكب الى بوابة فاطمة حيث كان بانتظارهم حشد من المواطنين وفرق كشفية وفولوكلورية دقت الطبول ورقصت الدبكة، وسط اجراءات امنية مشددة اتخذتها وحدات من الجيش اللبناني والقوى الامنية المختصة ودورية للكتيبة الاسبانية العاملة في قوات «يونيفيل». ولوحظ غياب تام للدوريات الاسرائيلية على طول الطريق المحاذية للمستوطنات الاسرائيلية مع لبنان ولا سيما المطلة، فيما كانت تسير دوريات كثيفة قبل وصول الموكب الذي سار بهدوء عابراً بوابة فاطمة من دون ان يتوقف، وألقى رئيس الجمهورية وأمير قطر التحية على المحتشدين. وحظي الموكب الرئاسي، باستقبالات حارة وهو متجه الى الخيام التي أعد عند مدخلها الغربي استقبال حاشد نحرت خلاله الخراف ونثرت الورود، ورفعت الأعلام اللبنانية والقطرية وصور عملاقة للأمير القطري على أسطح المنازل والشرفات اضافة الى اللافتات المرحبة، فيما سارت مواكب الخيّالة أمام الموكب الذي وصل عند الساعة الثانية وعشر دقائق الى مكان الاحتفال الذي اقيم قرب البلدية بصعوبة. ولوح الأمير حمد بن خليفة لمستقبليه وسط زغاريد النسوة فيما صدحت مكبرات الصوت بالأناشيد الحماسية والوطنية التي تشيد بعطاءات دولة قطر للبنان.
وكان في استقبال الرئيس سليمان وعقيلته والأمير حمد وعقيلته والرئيس بري، ممثل الأمين العام ل «حزب الله» السيد حسن نصرالله مسؤول منطقة الجنوب في الحزب الشيخ نبيل قاووق والنواب علي حسن خليل وعلي فياض، وقاسم هاشم والوزير السابق كرم كرم.
واقيم احتفال حاشد حيث جلس الوفد الرئاسي والوفد الأميري على المنصة الرئيسة وقدمت فرقة التراث الشعبي في الخيام رقصات فولوكلورية ودبكة شعبية، وعند الثانية والنصف تسلم الشيخ حمد مفتاح بلدة الخيام من رئيس بلديتها عباس عواضة، وتسلم الحضور الرئاسي باقات ورد من فتيات ارتدين اللباس الفولوكلوري الشعبي. وتزامن ذلك مع اطلاق اغنية خاصة لقطر وأميرها ترحيباً بالزيارة، وتبادل الوفد والمواطنون التحية على وقع قرع الطبول ورقصات الدبكة بالسيف والترس، وزغردة النسوة، ثم تقدمت احدى السيدات ونثرت الورود على الضيوف. بعد ذلك قام الرئيس سليمان والشيخ حمد والرئيس بري بإزاحة الستارة عن لوحة تؤرخ لإعادة افتتاح مقر المجلس البلدي الذي دمر في العدوان الاسرائيلي في تموز 2006 وتكفلت دولة قطر بإعادة بنائه اضافة الى بناء النادي الحسيني والجامع ومئات الوحدات السكنية في الخيام.
وغادرالموكب الرئاسي الى بلدة دير ميماس في قضاء مرجعيون حيث اعد له استقبال شعبي حاشد، فنثر الرز والورود احتفاء بالوفد الرئاسي والأميري، وقرع جرس كنيسة البلدة، كما قدمت فرقة «التراث» رقصات فولكلورية، وسار الموكب الى دير مار ميماس الذي يقع على كتف مجرى نهر الخردلي وتطل عليه قلعة الشقيف، وهو دير دمر في عدوان تموز 2006، وقد أعادت قطر بناءه وتجهيزه، فضلاً عن ترميم كنيسة البلدة.
وكان في استقبال الوفد الوزير خليفة، والنواب حسن خليل وهاشم، وفياض ومتروبوليت صيدا ومرجعيون وتوابعهما للروم الأرثوذكس المطران الياس الكفوري وشخصيات وفاعليات البلدة. وعزفت الفرقة الموسيقية لقوى الأمن الداخلي لحن الترحيب والنشيدين الوطنيين اللبناني والقطري، ثم اقيم احتفال في قاعة الكنيسة قدمت في مستهله جوقة الكنيسة تراتيل دينية.
المطران الكفوري
بعدها ألقى المطران الكفوري كلمة قال فيها: «نستقبل الرئيس سليمان والشيخ حمد بكل فخر ومحبة، ونحن هنا في هذا الدير الذي دمر بهمجية العدوان الإسرائيلي الذي لم يوفر جامعاً او ديراً او بيتاً او مدرسة، فهو عدو قائم على القتل والدمار». وأضاف: «ان العيش المشترك في بلدنا هو أهم ما عندنا من ثروات». بعد ذلك انتقل الرئيس سليمان والشيخ حمد الى المحطة الأخيرة للزيارة وهي دارة رئيس المجلس النيابي في المصيلح حيث سبقهما اليها، واستقبلهما بري والرئيس الحريري الذي كان غادر بنت جبيل الى صيدا وعاد الى المصيلح. وعزفت فرقة من قوى الأمن الداخلي النشيدين اللبناني والقطري. فيما توجهت عقيلة أمير قطر وعقيلة الرئيس سليمان الى بيروت.
وتوجه أمير قطر ورئيس الجمهورية الى مأدبة الغداء التي أقامها بري تأخرت قرابة الساعتين بفعل الاستقبالات الشعبية الحاشدة والمعبّرة، وشوهد بري متأبطاً ذراع الحريري وهما يدخلان القاعة مبتسمين ويلقيان التحية على الحضور وهم نائب رئيس البرلمان فريد مكاري ووزراء الدفاع الياس المر والخارجية علي الشامي والداخلية زياد بارود والصحة محمد خليفة ورؤساء اللجان النيابية والسفراء العرب والدول الإسلامية ونواب الجنوب جميعاً بمن فيهم الرئيس فؤاد السنيورة بصفته نائياً عن صيدا، وأعضاء لجنة الصداقة البرلمانية اللبنانية - القطرية وقائد الجيش جان قهوجي وقادة روحيون من الجنوب من مختلف الطوائف والمذاهب ورؤساء بلديات المدن الجنوبية واتحاد البلديات ورؤساء بلديات القرى المعنية بالزيارة.


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.