دخلت الولاياتالمتحدة في سباق مع الوقت لتفادي مخاض اقتصادي جديد في حال فشل البيت الأبيض والكونغرس في المصادقة على تشريعات جديدة للموازنة قبل صباح الثلثاء، وبعد اجتماع حاسم أمس بين الرئيس باراك أوباما والقيادات التشريعية لإنقاذ حظوظ صفقة اللحظة الأخيرة قبل جلسة مجلس النواب الطارئة غداً الاحد وعلى وقع التحذيرات من السوق المالية وحال الذعر في واشنطن والتي بدأت مقاهي «ستاربكس» فيها بكتابة عبارة «تضامنوا معاً» على الفناجين الورقية ولحض الديموقراطيين والجمهوريين للوصول إلى صفقة، استدعى أوباما زعماء مجلسي النواب والشيوخ عن الحزبين وبحثوا على مدى أكثر من ساعة فرص التوصل إلى اتفاق في الساعة الأخيرة، يتفادى ذهاب أميركا إلى «الهاوية المالية» لتجر معها اسواق المال في العالم اعتباراً من مطلع السنة. ويعني الفشل في التوصل إلى اتفاق حول بنود الموازنة، التحول إلى تشريعات احتياط ترفع الضرائب على معظم الأميركيين، وتقتطع عشوائياً من البرامج الحكومية ونسب الإنفاق، ما قد يعني انتهاء عقود مع القطاع الخاص وهز السوق المالية ووزارات الدفاع والخارجية، وتعثر النمو الاقتصادي وثقة المستهلك. وعلى هذه الخلفية، حاول المشرعون إيجاد أرضية مشتركة على رغم الخلافات الشاسعة بينهما. وركزت محادثات البيت الأبيض على تنازلات من الحزبين في قرار تشريعي جديد يجري تمريره غداً بعد استدعاء النواب من عطلة نهاية السنة، وفي تحرك هو الخامس من نوعه منذ 1930 بسبب فداحة الموقف. وتذهب التنازلات باتجاه إنهاء الإعفاء الضريبي للأثرياء من أيام الرئيس السابق جورج بوش، ورفع الضرائب على ذوي المدخول العائلي لأكثر من 400 ألف دولار بدلاً من 250 ألف دولار لإرضاء الجمهوريين، في مقابل حد الاقتطاعات من البرامج الحكومية مثل ضمان الشيخوخة والعناية الاجتماعية. لكن هذه التنازلات تبدو صعبة المنال بسبب تفضيل الشرائح النيابية تأجيلها إلى الأسبوع المقبل، وبسبب انتهاء صلاحية إعفاءات بوش الضريبية، وبالتالي عدم اضطرار الجمهوريين إلى التصويت لزيادة الضرائب، الأمر الذي يحرجهم بين قواعدهم الانتخابية المعارضة لرفع الضرائب. وستعني الزيادات الضريبية في حال فشل الكونغرس في التحرك خلال الساعات ال 48المقبلة، اضطرار المشرعين الى التصويت بعدها على خفوضات ضريبية وهو ما يلقى شعبية أكثر من التصويت الحالي. غير أن الانتظار له كلفة اقتصادية باهظة على الاسواق المالية التي انخفضت أسعار الأسهم فيها، وعلى الثقة في الاقتصاد الأميركي. وإذ حاول الفريقان تبادل الاتهامات حول الفشل حتى الساعة في الموافقة على التشريع، عمل فريق أوباما على تقريب وجهات النظر وإبرام صيغة تلقى رضا الشريحة الوسط في الحزبين لطرحها للتصويت غداً.