واشنطن - ا ف ب - يخوض الرئيس الأميركي باراك اوباما وخصومه الجمهوريون مجدداً، سباقاً مع الزمن لتفادي أي زيادة للضرائب عام 2012، موعد الانتخابات الرئاسية. ويؤكد كل فريق انه يملك المفتاح لتحقيق انتعاش اقتصادي قبل احد عشر شهراً من موعد الانتخابات الرئاسية. ومن بين المواضيع التي يتواجه عبرها الطرفان، تمديد التخفيضات الضريبية عن الطبقة الوسطى وتوسيع مخصصات البطالة، وهما إجراءان ينتهي العمل بهما في 31 من الشهر الجاري. وأكد اوباما أنه مستعد لإبقاء الكونغرس منعقداً والتخلي عن عطلته التقليدية في ارخبيل في هاواي، مسقط رأسه، من اجل الحصول على تنازلات من خصومه الذين يمثلون الغالبية في مجلس النواب. وأوضح أن تمديد العمل بالتخفيضات الضريبية للطبقة الوسطى سيساعد على تحفيز الاقتصاد وتقليص البطالة، في وقت تظهر فيه إشارات ايجابية عن سوق العمل. إلا أن الجمهوريين يرفضون التمويل المقترح لهذا التدبير الذي يعني تزايد الضغط الضريبي على الأكثر ثراء. وفي حملته لإعادة انتخابه في تشرين الثاني (نوفمبر) 2012، يطرح اوباما نفسه مدافعاً عن الأميركيين من الطبقة الوسطى، ولا يتوانى عن التأكيد بأن خصومه «يريدون العودة إلى السياسة التي تستنزف الطبقة الوسطى منذ زمن بعيد». ويتواجه الطرفان أيضا حول تعيين مسؤول لهيئة جديدة مدافعة عن حقوق المستهلكين، يُفترض أن تشكّل ثقلاً موازياً لتجاوزات «وول ستريت». ويبدو أن إستراتيجية اوباما تُعطي ثمارها، إذ وضع الجمهوريين في موقف صعب من خلال مطالبتهم بشرح معارضتهم لخفض الضرائب عن كاهل 160 مليون أميركي، بينما نجحوا قبل عام في تمديد مزايا ضريبية للأكثر ثراء موروثة من عهد الرئيس السابق جورج بوش الابن. لكن الجمهوريين اقترحوا التوفيق بين هذا الملف وبين إنشاء خط انابيب يُفترض أن يربط الولاياتالمتحدة بكندا، لكن إدارة اوباما أرجأت أخيراً أي قرار يتعلّق بهذا المشروع المثير للجدل، إلى العام 2013، أي بعد الانتخابات الرئاسية. وهدّد الرئيس باستخدام حقه في النقض خلال تصويت مجلس النواب غداً على مجموعة كهذه من مشاريع القوانين. ووعد الديموقراطيون، الذين يهيمنون على مجلس الشيوخ، بعرقلة نص كهذا، على رغم تلميح نائب ديموقراطي قريب من اوباما إلى إبقاء باب التفاوض مفتوحاً. وقال رئيس كتلة البرلمانيين السود في المجلس ايمانويل كليفر أول من أمس: «الرئيس جدي، لكن في السياسة يحاول كل طرف انتزاع أفضل تسوية ممكنة». وبغض النظر على نتيجة التصويت، فان العد العكسي قبل انتهاء العمل بإجراءات تخفيضات الضرائب ومخصصات البطالة قد يتسبّب بفترة ترقّب جديدة اعتادت عليها واشنطن منذ أن اضطر اوباما للتعايش مع الجمهوريين بعد فوزهم في الانتخابات التشريعية نهاية عام 2010. وشهد تموز (يوليو) الماضي مواجهة شرسة حول رفع سقف الدين، وأخرى في نيسان (ابريل) حين تم التصويت على تمويل الحكومة في اللحظة الأخيرة، في حين توصّل الطرفان إلى تسوية حول الموازنة في كانون الأول (ديسمبر) 2010. وكان الرئيس أمضى فترة الأعياد العام الماضي في الدفاع عن إصلاحه نظام التغطية الصحية، في ظل رفض الجمهوريين وبعض الديموقراطيين في مجلس الشيوخ.