أقال الرئيس الإيراني محمود أحمدي نجاد أمس، وزيرة الصحة الإيرانية مرضية وحيد دستجردي، في خطوة لم تكن مفاجئة، إذ سرت تكهنات منذ أسبوع برغبة نجاد في إقالتها علي رغم تطمينات أدلي بها محمد رضا رحيمي معاون الرئيس، وأكد فيها أن الوزيرة باقية ما دام هو والرئيس باقيين. إلا أن رغبة نجاد كانت جامحة في إزاحة الوزيرة الوحيدة في حكومته علي رغم إصرار القيادة الإيرانية علي عدم إجراء تغيير وزاري في ما تبقي من عمر الرئاسة التي تنتهي في حزيران (يونيو) المقبل. وعزت مصادر مطلعة الإقالة إلى سببين: الأول، معارضة الوزيرة توجيهات الرئيس بإقالة رئيس جامعة طهران الطبية باقر لاريجاني الشقيق الأصغر لرئيس مجلس الشورى علي لاريجاني، إضافة إلي نفي الوزيرة مضمون تصريح لنجاد قال فيه إن الحكومة وضعت مخصصات مالية كافية لتوفير الأدوية للمواطنين. وأصرت الوزيرة علي أن البلاد ستواجه مشكلة كبيرة بسبب نقص الأدوية وعدم توافر عملة صعبة كافية لاستيرادها، وطالبت بتحرير أسعار بعض الأدوية الضرورية المفقودة. وأتى ذلك في أعقاب مناشدة فاطمة هاشمي المسؤولة عن مؤسسة الأمراض الخطرة، الأمين العام للأمم المتحدة بان كي مون التدخل لدى الدول الغربية ل «رفع العقوبات التي تؤثر في شكل غير مقبول في المرضى» في بلادها، فيما أشار مسؤولون إيرانيون إلى أن العقوبات تؤثر في حوالى ستة ملايين إيراني مصابين بأمراض خطرة. ويعتقد مقربون من الرئيس الإيراني أن دستجردي تخضع لإملاءات من باقر لاريجاني، لذا خلا بيان نجاد حول إقالتها من أي إشادة بالوزيرة التي تعتبر أول امرأة تتبوأ منصباً حكومياً في عهد الجمهورية الإسلامية. ويرى المقربون من نجاد أن دستجردي وباقر لاريجاني الذي يعتبر من الخبراء البارزين في مجال الطب، ضحية التجاذب السياسي بين الرئيس من جهة ورئيس البرلمان وشقيقه صادق لاريجاني رئيس القضاء من جهة أخرى. على صعيد آخر، نقلت وكالة أنباء العمال الإيرانية عن حسن قشقاوي نائب وزير الخارجية قوله إن إيران ستسمح لمفتشي الوكالة الدولية للطاقة الذرية بدخول منشأة بارشين العسكرية «إذا توقفت التهديدات ضد الجمهورية الإسلامية». وتعتقد الوكالة الدولية أن إيران أجرت تجارب نووية ذات طابع عسكري في «بارشين» (جنوب شرقي طهران) ثم عمدت إلى تنظيف الموقع. وقال قشقاوي: «إذا توقفت التهديدات... فسيكون من الممكن زيارة بارشين»، وذلك في إشارة إلى تهديد إسرائيل بعمل عسكري ضد إيران واحتمال فرض المزيد من العقوبات الغربية عليها.