انتقد إصلاحيون وأصوليون في البرلمان الإيراني أمس، قرار الرئيس الايراني محمود احمدي نجاد المفاجئ بإقالة وزير خارجيته منوشهر متكي من منصبه، عندما كان في مهمة رسمية بالسنغال، معتبرين أن قرار الإقالة لا يتماشى مع الاعراف الدبلوماسية والأخلاقية، فيما أعلن الناطق باسم الخارجية الايرانية أمس أن إقالة متكي لن تؤدي إلى تغيير في السياسة الخارجية الإيرانية. يأتي ذلك، فيما رجحت مصادر مطلعة أمس، تعيين محمد قنادي مراغة رئيسا لمنظمة الطاقة الذرية في إيران خلفًا لعلي أكبر صالحي الذي كان وزيرًا للخارجية بالإنابة، بحسب بيان بثته وكالة أنباء فارس الإيرانية. وعن أسباب إقالة متكي، أرجع النائب الإصلاحي علي خاني في حديث ل “المدينة” سبب إقالة متكي إلى معارضته قيام دبلوماسية موازية توكل لبعض المستشارين المقربين من احمدي نجاد، وهو ما ذهب إليه أيضا ممثل المرشد علي خامنئي، حسين شريعتمداري في مقاله الذي نشر في صحيفة “كيهان”، إلا أن الخبير في الشأن الإيراني حسين أميري قال: إن قضية عزل متكي كانت تراود نجاد منذ فترة، كون وزير الخارجية المقال بعيد عن أجندة الرئيس الحزبية، كما أنه محسوب على تيار رئيس البرلمان علي لاريجاني. وأشار أميري إلى أن نجاد يريد أن يضع يده على وزارة الخارجية ومؤسسة الطاقة النووية. صحيفة مقربة من رئيس البرلمان علي لاريجاني ذكرت أن نجاد يعلم جيدًا أن رئيس البرنامج النووي الإيراني السابق علي أكبر صالحي، الذي عين مكان متكي بالإنابة يروق للغرب بسبب وجهات نظره المعتدلة. وكتبت أن الوزير الجديد بالوكالة “هو احد هؤلاء الاداريين الموكلين تشكيل دائرة جديدة داخل الحكومة رغم أنه ليس بالضرورة من نفس الخط العقائدي للرئيس”. وكان صالحي عين على رأس منظمة الطاقة الذرية في 17 يوليو 2009 مباشرة بعد اعادة انتخاب أحمدي نجاد رئيسا وقد ثمّن الغرب اعتداله. وكان متكي وصف خلال وجوده في المنامة في الثالث والرابع من ديسمبر تصريح وزيرة الخارجية الامريكية هيلاري كلينتون حول إمكان السماح لايران بتخصيب اليورانيوم بشروط معينة بانه “خطوة إلى الأمام”. والمعروف أن جميع المسؤولين الايرانيين يكررون دائما ان مسألة تخصيب اليورانيوم في ايران ليست “قابلة للتفاوض”. ويبدو أن تعليقات متكي خالفت الموقف الرسمي للجمهورية الاسلامية. إلى ذلك، أعلن الناطق باسم الخارجية الايرانية أن إقالة وزير الخارجية الايراني منوشهر متكي الاثنين لن تؤدي إلى تغيير في السياسة الخارجية الإيرانية. وقال المتحدث باسم الخارجية الايرانية رامين مهمانبرست في التصريح الصحافي الاسبوعي ان “سياسات إيران الكبرى تحدد على مستويات اعلى ووزارة الخارجية تنفذ هذه السياسات. لن نشهد أي تغيير في سياستنا الاساسية”. واضاف “لا أعتقد انه سيحصل اي تغيير في السياسة النووية والمحادثات” مع القوى الست حول البرنامج النووي الايراني.