وصفت قيادة العمليات في بغداد الغارات التي تشنها الطائرات الأميركية على مواقع «داعش» في أطراف بغداد ب «الدقيقة والمؤثرة «، فيما أعلنت مصادر عسكرية قتل وإصابة نحو 150 عنصراً من التنظيم بالقصف، وحذر بعض الأطراف السياسية من خطورة بقاء السلاح خارج سيطرة مؤسسات الدولة. وقال الناطق باسم قيادة العمليات العميد سعد معن في تصريحات إلى «الحياة»، إن «الضربات التي توجهها القوات الأميركية قرب بغداد دقيقة ومؤثرة». وأضاف أن «الحدود المفتوحة بين العراق وبعض دول الجوار سهلت تدفق الإرهابيين إلى البلاد، ما دفع إلى تشكيل خلية مشتركة من سلاح الجو الأميركي وطيران الجيش العراقي للإغارة على مواقع داعش». وأعلنت القيادة الوسطى تنفيذ المقاتلات الأميركية خمس غارات استهدفت مواقع التنظيم جنوب غربي بغداد وشمال غربي محافظة أربيل. إلى ذلك، أعلن مصدر عسكري في ناحية حمام العليل، قتل وإصابة نحو 150 عنصراً من «داعش» في غارة أميركية على أحد معسكراته. وأضاف أن «الطائرات الأميركية تمتلك معلومات دقيقة جداً عن أوكار وتجمعات التنظيم، بدليل هذه الإصابة الدقيقة». من جهة أخرى، أكد النائب عن القائمة الوطنية العراقية حامد المطلك في تصريح إلى «الحياة»، أن «البلاد تواجه خطر الإرهاب لكن في صور مختلفة». وأضاف أن «هجمات داعش تحتاج إلى تكاتف الجهود وتوحيد الصفوف لطرده في شكل نهائي. لكن هناك صورة أخرى للإرهاب قد يصعب التخلص منها، وهو خطر المليشيات التي تقاتل إلى جانب الجيش والشرطة». وزاد أن «درء هذا الخطر لا يتم إلا ببناء جيش بعيد من أي غطاء أو أثر ميليشيوي مهما كان تأثيره أو وزنه السياسي أو الحربي». إلى ذلك، أكدت النائب عن كتلة «متحدون» نورا البجاري ل «الحياة»، أن «خطر المليشيات يكاد يوازي خطر داعش، بل يفوق خطر القصف الجوي». وأوضحت أن «ما يحدث في بعض مدن محافظة ديالى وتحديداً في المواقع التي يسيطر عليها بعض المليشيات، يسجل يومياً انتهاكات وخروقات بحق الأبرياء». وأبدى مجلس محافظة بغداد قلقه إزاء ما يحدث في مناطق حزام العاصمة من عمليات عسكرية بين قوات الجيش والشرطة والحشد الشعبي من جهة، و «داعش» من جهة أخرى، فيما أكدت «عصائب أهل الحق» أن التنظيم «لم يعد قادراً على الوصول إلى بغداد بعد تطهير حزامها، وقريباً سيتم تحرير كل مناطق جرف الصخر». وأكد رئيس اللجنة الأمنية في مجلس محافظة بغداد سعد المطلبي في تصريح إلى «الحياة»، أن «ما يجري من مواجهات عسكرية بين قواتنا بمساندة متطوعي الحشد الشعبي، وعصابات داعش في بعض مناطق حزام بغداد جعل الوضع خطيراً». وأوضح أن «معلوماتنا تؤكد وجود حواضن للعصابات في تلك المناطق، خصوصاً في اليوسفية وجرف الصخر وغيرها من المدن القريبة، وهذا يستدعي تكثيف الجهود الميدانية والعسكرية لتطهير تلك المدن وضبط أمن العاصمة في شكل محكم من جميع محاورها». وأضاف أن «ما يجري في مناطق الصخر واليوسفية عمليات عسكرية متحركة وليست ثابتة، بمعنى أن لدى داعش أكثر من نقطة تمركز أو حاضنة، ومتى اشتدت المواجهات يفتح جبهة أخرى، وهكذا، وفي مثل هذه الحالة لا تنفع الضربات الجوية إذ تحتاج إلى تمشيط بري كثيف يتناسب وجغرافية تلك المناطق المكتظة بالبساتين، والتي تسهل للتنظيم الحصول على ملاذات». واستدرك: «هذا لا يعني أن القوات العراقية بمساندة قوات الحشد الوطني لم تحقق شيئاً، بالعكس، لكن نطمح إلى المزيد لضمان أمن العاصمة». الى ذلك، قال الناطق باسم جهاز مكافحة الإرهاب صباح النعماني في تصريحات، إن «القوات المسلحة تمكنت من قتل والي داعش المدعو أبو زيد أثناء العمليات العسكرية التي شنتها في منطقة الفاضلية في ناحية جرف الصخر، شمال بابل». وأكد الناطق باسم «عصائب أهل الحق» نعيم العبودي في اتصال مع «الحياة»، أن «قوات الحشد الشعبي بما فيها العصائب، وبمساندة قوات الجيش والشرطة، ستتمكن من تطهير جرف الصخر». وأضاف: «لم يعد لداعش أي وجود في اليوسفية، لكن يتوزع بعض حواضنه في مناطق وأجزاء مختلفة من ناحية جرف الصخر وصولاً إلى عامرية الفلوجة، وهذا التمركز أو التوزيع يشكل امتداداً استراتيجياً بالنسبة إليه، وسنعمل بعد تنسيق الجهود ووضع الخطط اللازمة، على تطهير كل الأجزاء التي يسيطر عليها». وتابع أن «بغداد تبقى عصية على داعش، ولا يمكن الوصول إليها في أي شكل من الأشكال، لا سيما بعد تأمين حزامها في الجانب الغربي. وهناك توجه لفك الحصار عن مدينة الضلوعية بالتنسيق مع أبناء عشائرها». وزاد أن «العراقيين وحدهم قادرون على هزيمة داعش إذا توفر لهم الدعم اللوجستي والفني والإداري، ولا يمكن أن يتحقق ذلك وفق أمزجة وأهواء البعض في استقدام قوات أجنبية إلى البلاد، فالوضع مسيطر عليه، وما نحتاجه هو الصدق في مساعده العراق». وكانت منظمة «بدر» التي يقودها هادي العامري أكدت في بيان رفضها التدخل الأجنبي في الحرب على «داعش»، بعد أيام من إعلان الزعيم الشيعي مقتدى الصدر وميليشيا «كتائب حزب الله» الموقف نفسه، بالتزامن مع إعلان طهران شكوكها في أغراض هذه الحرب. من جهة أخرى، أكد مصدر أمني ل «الحياة»، أن «تغييرات كبيرة ستحدث في تشكيل القوات الأمنية والعسكرية، وسيتم تغيير 70 في المئة من قادة الجيش والشرطة». وأعلنت الأجهزة الأمنية في محافظة ديالى شمال شرقي بغداد، قتل مسلحين وواليين في تنظيم البغدادي، في اشتباكات وقعت شمال شرقي بعقوبة. وقال الناطق باسم الشرطة العقيد غالب عطية الجبوري ل «الحياة»، إن «معارك تطهير بلدات ونواحي في ديالى مستمرة، والقوات الأمنية شنت عملية واسعة لتطهير مناطق حنبس وسنسل (13 كلم شمال قضاء المقدادية) وتمكنت من قتل 21 إرهابياً بينهم المغربي أبو أيمن، الذي يعتبر أحد أبرز قادة داعش في ديالى». وأكد حزب «الاتحاد الوطني الكردستاني» قتْل «والي» المقدادية في ناحية شهربان وعشرين من معاونيه صباح أمس. وأضاف أن «اشتباكات عنيفة اندلعت بين القوات الأمنية وإرهابيي داعش في قرية سنسل ومحيطها». جاء ذلك فيما أعلن مسؤولون أمنيون قتل سفيان حجي أحمد، «والي» التنظيم في ناحية شروين. وأكد قائد الشرطة الفريق جميل الشمري، أن «الإرهابيين قتلوا وأحرقت عجلاتهم في عملية دقيقة نفذت بالتنسيق مع الحشد الشعبي وطيران الجيش في الناحية».