يسعى تنظيم «الدولة الإسلامية» الى محاصرة بغداد، بعد سيطرته على ناحية جرف الصخر، شمال بابل وتمدده نحو بلدات وقرى زراعية جنوب العاصمة، ووجه رسالة الى كتائب «الجيش الإسلامي» الذي يعتبر هذه المناطق أبرز معاقله، تحضه على مبايعته. وقال ضابط رفيع المستوى في «قيادة عمليات بابل» في اتصال مع «الحياة» أمس، إن «القوات الأمنية تخطط للهجوم على ناحية جرف الصخر، وهناك حشود كثيفة للجيش والمتطوعين على أطرافها»، وأشار إلى أن كل يوم يمر على سيطرة «الدولة الإسلامية» على هذه الناحية «يزيد الأمور تعقيداً». وأوضح أن «القوات الأمنية خسرت الناحية بعد معارك شرسة جرت في أبرز مناطقها في الفارسية وصنديد والرويعية وعبد ويس والحجير كما أن التنظيم نفذ خطة اقتحامه قضاء تلعفر في الموصل حيث أمطر القضاء بوابل من قنابل الهاون أول الأمر ما أثار الفزع والفوضى ثم اقتحم الناحية». وأكد الضابط أن «القوات الأمنية خسرت الناحية بسبب استمرار خط الإمدادات الواصل إلى داعش من جانب المفلوجة»، وأشار إلى أن «سوء التنسيق بين قادة العمليات في بغداد والأنبار وبابل وراء ما حصل»، وأوضح إن «الناحية مرتبطة بهذه المدن ولم يتم التنسيق معها بشكل جيد لمواجهة المسلحين». ولفت الى أن «معلومات استخباراتية تؤكد أن خطوة داعش تقضي بالتسلل إلى الطريق الدولي الرابط بين بغداد والمحافظات الجنوبية، ولكن قوات موجودة هناك». الى ذلك، قال هادي الجنابي، وهو أحد شيوخ عشائر شمال بابل ل «الحياة»، إن «القوات الأمنية تتحمل مسؤولية وقوع جرف الصخر بيد المسلحين»، وأوضح أنه «منذ عام 2010 بعد تراجع أعمال العنف في البلاد عقد شيوخ عشائر المنطقة اجتماعات مع قوات الأمن أفضت الى إدارة المنطقة بشكل مشترك». ولكنه أشار الى أن «التغييرات المتكررة للقيادات الأمنية في بابل وعدم تعاون بعضها مع العشائر وقطع العمل معنا وراء خسارة الناحية لصالح داعش». وكشف الجنابي المقرب من احد الفصائل المسلحة، جنوببغداد، أن سيطرة «الدولة الإسلامية» على جرف الصخر وقرى وبلدات جنوببغداد، كانت رسالة من التنظيم الى كتائب «الجيش الإسلامي» الذي يعتبر هذه المناطق تابعة لنفوذه. وأوضح أن «داعش» أكد بسيطرته عليها أن له «اليد الطولى في المناطق السنية، ووجه رسالة إلى الجيش الإسلامي للإسراع في مبايعة زعيمه أبو بكر البغدادي». الى ذلك، وبالتزامن مع سيطرة «داعش» على ناحية جرف الصخر، ازداد نشاط خلايا نائمة للتنظيم في قرى وبلدات جنوببغداد يغلب عليها الطابع الزراعي، وأبرزها اليوسفية واللطيفية والمحمودية. وقال مصدر في مجلس محافظة بغداد طلب عدم ذكر اسمه ل «الحياة»، إن «مجلس المحافظة غير راض عن أداء القوات الأمنية في حزام بغدادالجنوبي»، وأضاف أن «شكاوى وردت إلينا عن حصول عمليات قتل طائفية نفذها مسلحون يرتدون الزي العسكري». وزاد أن «المجلس شكل وفوداً خلال الأسبوعين الماضيين زارت شيوخ العشائر جنوببغداد من اجل زيادة التنسيق لحماية مناطقهم من داعش، ولكن بعض القيادات الأمنية لا تريد العمل مع العشائر». وتابع أن «مناطق كراغول والكرابلة والرواجح والحريكاوي وخشم الذيب والبوحسون وشبيشة الواقعة في اليوسفية تشهد استهدافات مباشرة للقوات الأمنية منذ ثلاثة أيام عبر العبوات الناسفة والقناصة والاغتيالات». وزاد أن «منطقة 12 كيلو و5 كيلو والغرير في اللطيفية، وعدد من بلدات المحمودية يتعرض فيها الجيش والمتطوعون لكمائن خلايا نائمة لتنظيم داعش».