قال القيادي في حركة «فتح» الأسير مروان البرغوثي إن حرب غزة كانت انتصاراً للفلسطينيين، وإن التركيز يجب أن ينصب الآن على مقاطعة إسرائيل لجعل تكلفة احتلالها للضفة الغربية أكبر من أن تتحملها. ودعا البرغوثي (55 سنة) في ردود مكتوبة على أسئلة لوكالة «رويترز» قدمتها عبر نادي الأسير الفلسطيني، إلى توسيع المواجهة لمحاربة الاحتلال الإسرائيلي للأراضي الفلسطينية المستمر منذ 47 عاماً، ووضع استراتيجية تختلف اختلافاً كبيراً عن النهج الأكثر حذراً الذي يتبناه الرئيس محمود عباس. وحكم على البرغوثي بالسجن المؤبد عام 2004 لمشاركته في التخطيط لهجمات في إسرائيل. ولا يزال يعد شخصية بارزة في «فتح»، وكثيراً ما يشار إليه كزعيم محتمل للحركة في المستقبل رغم سجنه. وكان أنصاره يأملون لسنوات في أن يطلق سراحه في إطار اتفاق مع اسرائيل، لكن هذا الأمل لا يزال احتمالاً بعيداً. ورغم وجوده في السجن تجد آراؤه صدى لدى بعض قطاعات الجمهور الفلسطيني ويحظى بتأييد فصائل عدة وليس «فتح» فقط. وأثار هذا التأييد الواسع آمالاً في أنه قد يكون قادراً على توحيد الفلسطينيين تحت راية واحدة. وقال في رده على الأسئلة: «على الفلسطينيين ان يجعلوا ثمن الاحتلال باهظاً على إسرائيل»، مضيفاً ان «الحرية في فلسطين لن تتحقق إلا بإطلاق أوسع مقاومة تترافق معها أوسع مقاطعة سياسية واقتصادية وأمنية وسياسية للاحتلال». وأشاد البرغوثي من دون الإشارة إلى «حماس»، بالحرب التي استمرت 50 يوما والتي خاضتها الفصائل الإسلامية وجماعات ناشطين أخرى في غزة ضد إسرائيل، وقال: «نعتبر أن المعركة تمثل نصرا للمقاومة ولفلسطين ولكل الفلسطينيين». وتابع ان المعركة «اثبتت أن إسرائيل لا تستطيع ولا تملك القدرة على حل الصراع بالقوة العسكرية، وأن الطريق الوحيد لإنهاء الصراع هو انهاء الاحتلال بصورة كاملة من الاراضي الفلسطينيةالمحتلة عام 1967». ومع اقتراب الرئيس عباس من سن الثمانين، وعدم توقع أن يخوض أي انتخابات فلسطينية تجرى في المستقبل، تبرز تصريحات البرغوثي بصورة خاصة في تقديم رؤية مختلفة جداً عن كيفية معالجة العلاقات مع إسرائيل. اذ عمل عباس لسنوات من أجل التوصل الى حل من خلال التفاوض لإقامة دولة فلسطينية مستقلة في الضفة الغربيةوغزة والقدس الشرقية مع السعي من أجل حصول فلسطين على عضوية هيئات دولية. وعلى رغم التقدم المحدود في محادثات السلام، دافع عباس عن التنسيق الأمني الوثيق بين الفلسطينيين وإسرائيل، ورفض الدعوات إلى مقاطعة إسرائيل اقتصادياً أو السعي لعزلها على الساحة العالمية. لكن البرغوثي يؤيد دعوات المجتمع المدني الفلسطيني والناشطين العالميين لمقاطعة الاقتصاد الإسرائيلي في ما يعرف بحركة المقاطعة وسحب الاستثمارات والعقوبات. ودعا إلى «تعزيز حملة المقاطعة وسحب الاستثمارات وفرض العقوبات على دولة الاحتلال كمقدمة لعزلها دولياً وفرض عقوبات دولية عليها».