أجرى العاهل الأردني الملك عبدالله الثاني، مساء الأربعاء، محادثات في باريس مع الرئيس الفرنسي فرانسوا هولاند تناولت العراق وسورية ومكافحة تنظيم «الدولة الإسلامية - داعش» في البلدين ومسيرة السلام في الشرق الأوسط. وعلمت «الحياة» من مصادر مطلعة على فحوى المحادثات التي أجريت خلال عشاء عمل في قصر الايليزيه، أن العاهل الأردني رأى ضرورة لأن يواكب ضرب «داعش» في العراق إدخال سُنّة العراق كلياً في الصيغة السياسية للحكم فيه وألا يُهمّشوا، وهو أمر أصرّت عليه القيادات السعودية والإماراتية خلال محادثات أجرتها أيضاً مع الرئيس الفرنسي. وحذّر العاهل الأردني أيضاً من دعم تركيا للإسلاميين في المنطقة، لكنه رأى أنه لا يمكن ضرب «داعش» في العراق ونسيان هذا التنظيم في سورية لأن ضربه في العراق فقط سيؤدي إلى انتقال عناصره إلى سورية و «المشكلة ستبقى». وأضافت المصادر أن فرنسا توافق على رأي العاهل الأردني لكنها ترى تعقيدات لنتائج ضرب «داعش» في سورية. وتقول هذا المصادر إن ضرب «داعش» في الرقة، مثلاً، «لن يكون لمصلحة أحد» إذا كان ذلك سيعني عودة جيش الأسد إلى هذه المحافظة. وتابعت: «هذه مسألة معقدة للجميع، وباريس ترى أن مشكلة داعش ليست فقط في العراق ولكنها مشكلة في سورية ولبنان حيث للتنظيم انتشار أيضاً». وزادت: «باريس تحاول أن تكون مفيدة على الساحات الثلاث (العراق وسورية ولبنان) ضد داعش، وفي سورية تحديداً بشرط ألا يكون تحرك فرنسا لمصلحة الأسد». وحول الملف الإسرائيلي - الفلسطيني، قال الملك عبدالله إنه يجب تعزيز الهدنة في غزة ويجب التوصل إلى اتفاق سياسي يتعلق بالقطاع وإتاحة المجال للرئيس الفلسطيني محمود عباس لمعاودة المفاوضات مع الإسرائيليين «في ظروف جيدة». وقال إنه تحدث مطولاً مع رئيس الحكومة الإسرائيلية بنيامين نتانياهو حول هذا الموضوع. وقالت المصادر إن هناك مشروع قرار مشتركاً لفرنسا والأردن حول غزة يهدف إلى تعزيز الهدنة فيها، ثم «معاودة مفيدة» للمفاوضات الفلسطينية - الإسرائيلية. ومن المتوقع أن يناقش الرئيس فرانسوا هولاند هذا الموضوع مع الرئيس محمود عباس اليوم في باريس حيث يستقبله في الايليزيه.