حقق الإعلامي شريف عامر نجاحاً في برامج «التوك شو» في مصر مستنداً إلى ثقافته وهدوئه وحفاظه على حياده وثقة جمهوره في ما يقول. ويعبّر عامر في حديثه إلى «الحياة» عن إيمانه بأن التغيير سنّة الحياة، وأنه حين يشعر بأن العمل تحوّل إلى عادة، فإنه يحتاج إلى بيئة محفزة شريطة أن تكون هناك رغبة. وعن مميزات المذيع الجيد، يقول: «يجب ألا ينفصل عن المحتوى، فأنا لا أطل على الشاشة ومعي أسئلة كتبها آخرون، ولا بد من أن تكون يدي في المحتوى، وأؤمن أن عمل المذيع هو أن يذيع». ويثني على تجربته في «ام بي سي مصر»، ويقول: «هذا المكان وفّر لي شروط التقدير الشخصي والمادي والدعم المهني، وواحد من هذه الشروط الثلاثة لا يكفيني للعمل في أي مكان. نحن نتحدث عن مؤسسة كبيرة وراسخة، وثقافة العمل في المؤسسات غير موجودة في مجالنا ولا في عالمنا العربي إلا في ما ندر، وهذه توفرها لي «أم بي سي مصر»». وعن رأيه في ميثاق الشرف الإعلامي، يقول: «نحن نضع العربة أمام الحصان، لدينا قانون يتعامل مع الإعلام وفقاً لمعطيات عام 1971 ونحن في 2014، قانون مشهد غير موجود، ومشهد حالي ليس له قانون. لا بد من أن نتكلم في القانون، ومن العيب أننا إلى الآن كدولة لم نصل إلى فكرة الصحافي الالكتروني أو التقليدي أو التلفزيوني، وتقريباً كل الدول العربية لديها كل هذه التعريفات، وليس لدينا قانون ينظم». ويوضح أنه يتبع ميثاق شرف، ويقول عنه: «أحاول الالتزام بالأطر المهنية الدولية، فلا أظهر صور الجثث، ففي تلفزيونات العالم كله ممنوع عرضها. كما أدقق في استخدام الألفاظ والمسميات ولا بد أن يكون لدي أرضية قانونية استند إليها، وارفض تماماً مسألة التشهير، والفريق الذي يعمل معي متفهم لهذا الأمر، فنحن نتفق ونختلف، لكننا جميعاً نلتقي أمام النتيجة النهائية». وهل تراجع جمهوره بعد مغادرته قناة «الحياة» أم زاد، يجيب: «أسأل ثلاثة أفراد عن أي قرار أتخذه، أبي على المستوى الإنساني، لأنه على مستوى المهنة يفكّر فيّ كأب، ثم الإعلامي حسن حامد الذي أعتبره والدي الروحي، والأستاذ الأعز محمد حسنين هيكل الذي قال لي جملة مهمة هي: «اوعى تتصور أن جمهورك هييجي معاك، عليك تقديم نفسك بشكل مختلف، وتبحث عن جديد». ويوجد انطباع سائد أن المذيع عند مرحلة من النجاح إذا انتقل يسقط، والحمد لله نجوت من لعنة الانتقال، وهذا بدعم المشاهد، ومثلي الأعلى في هذه المسألة المذيع الأميركي والتر كرونكايت الذي كان يقول إن ما يجعل جمهورك يتابعك الثقة في ما تقول، ويكفيه أنه حين مات، قالت عنه مجلة «نيوزويك»: «اليوم ندفن كلمة ثقة مع هذا الرجل»، وكتبت «واشنطن بوست»: اليوم تنزع كلمة ثقة من القاموس». ولا اعتمد إلا على أن المشاهد يطمئن على أن ما أقوله دقيق». ويرى عامر أن البرامج إما مرتبطة بشخصية المقدم، فيتابعه الجمهور ليرى ما سيقوله، وإما ترتبط بالمادة التي يقدمها، «واعتبر نفسي من الفريق الثاني، لست البطل ولكن المحتوى هو البطل، وتوجد مقولة في الخارج تقول: «المحتوى هو البطل أو الملك»، لكنّ النوع الأول انتشر لدينا لأن تلفزيوناتنا حديثة العهد، ولكن في لحظات الارتباك الناس العادية تفضل المحتوى». ويشير عامر إلى أنه لا يشاهد نفسه بعد انتهاء البرنامج، ويقول: «طوال 24 عاماً من الهواء المباشر يومياً لا أشاهد نفسي، لأنني تعلمت على ايدي أساتذة كبار وعرفت أن الهواء مثل القطار، لا يمكن إيقافه بعد انطلاقه. أحاول وأبذل أقصى ما لدي من جهد حتى لا أتراجع، ولا أرى إلا الناقص، كما أنني لا أشاهد قناة أعمل فيها، ولا أرى إلا ما أرغب في تحسينه».