ترافق وصول المبعوث الدولي - العربي الى سورية الأخضر الإبراهيمي أمس إلى دمشق لإجراء مباحثات مع كبار المسؤولين السوريين حول تطورات الأزمة، مع مجزرة جديدة في سورية، طاولت هذه المرة طوابير من المدنيين امام أحد المخابز في منطقة حلفايا في حماة. وقال ناشطون إن العشرات سقطوا بين قتيل وجريح، فيما تحدثت لجان التنسيق عن سقوط نحو مئتي ضحية. وكان لافتا ان الابراهيمي وصل الى مطار بيروت ليل اول من امس، وانتقل من العاصمة اللبنانية الى دمشق برا. وأفيد بانه اضطر الى ذلك نظرا الى خطورة الطريق بين مطار دمشقوالمدينة، والتي تشهد اشتباكات مستمرة بين القوات النظامية والنعارضة. ونزل الإبراهيمي في فندق في وسط دمشق. وافادت مصادر بإنه سيلتقي الرئيس بشار الأسد اليوم. وفيما تتطلع الأنظار إلى المباحثات المرتقبة للإبراهيمي مع المسؤولين السوريين، شددت دمشق أمس من لهجتها حيال المعارضين والدول الداعمة لهم. إذ حذر وزير الإعلام السوري عمران الزعبي حكومات إقليمية والمعارضة من «أن الوقت يضيق... وآن الأوان للبدء بالعمل السياسي ورمي السلاح». كما قلل الزعبي من تصريحات نائب الرئيس السوري فاروق الشرع التي دعا إلى «تسوية تاريخية» لإنهاء الصراع على أساس أن أياً من النظام السوري أو المعارضة غير قادر على حسم الأمور عسكرياً. وقال الزعبي: «رأي نائب الرئيس هو رأي من آراء 23 مليون سوري. وسورية دولة تحكمها مؤسسات وقيادات والرأي النهائي لها». ميدانيا، قتل العشرات في غارة شنتها مقاتلات سورية قرب مخبز في بلدة حلفايا في ريف حماة (وسط)، كما افاد المرصد السوري لحقوق الانسان وناشطون. وقال المرصد في بيان: «استشهد عشرات المواطنين اثر القصف الذي تعرضت له بلدة حلفايا من قبل القوات النظامية السورية التي استخدمت الطائرات الحربية بالقصف». وقال ناشطون إن القصف استهدف مخبزا. ثم ذكر ان عدد القتلى تجاوز الستين. وتحدثت لجان التنسيق المحلية عن «مجزرة ارتكبتها قوات النظام اسفرت عن مقتل العشرات من بينهم نساء واطفال وعشرات الجرحى بعد سقوط قذائف على مخبز المدينة». واوضحت لجان التنسيق أن حلفايا تشهد ازمة انسانية حيث ينقص الخبز بسبب حصار القوات الحكومية، ما ادى الى تدفق عشرات السكان إلى المخبز بعد حرمانهم منه طوال ايام. واظهر تسجيل فيديو نشره ناشطون على الانترنت عشرات الجثث وسط الانقاض قرب مبنى مدمر. وبدت حفرة كبيرة في الطريق المجاورة، ورجل يحمل امراة جريحة على ظهره. وقال المصور «قصف بطائرات ميغ. انظروا يا عالم، مجزرة في حلفايا». وفي 30 آب (اغسطس) اتهمت منظمة «هيومن رايتس ووتش» الحقوقية قوات النظام بارتكاب «جرائم حرب» عبر قصف عشر مخابز على الاقل في ثلاثة اسابيع في محافظة حلب شمال البلاد. إلى ذلك، أظهرت لقطات فيديو تم تحميلها على الانترنت أمس احياء تحولت الى ركام بسبب الضربات الجوية في ريف حلب والغوطة الشرقيةبدمشق. واظهرت لقطات يعتقد بانها في قرية السفيرة بمحافظة حلب ما يبدو انها الاثار المترتبة على هجوم جوي حيث سارع سكان لانتشال الجثث من تحت الأنقاض، بما في ذلك جثة صبي صغير. ويوجد في السفيرة مصنع عسكري حكومي حيث اندلعت مؤخرا اشتباكات بين المعارضين المسلحين والقوات الحكومية السورية. كما اظهرت لقطات اخرى يعتقد بانها صورت في منطقة الغوطة الشرقيةبدمشق غارة جوية حيث تظهر طائرة مقاتلة في الجو فوق حي تليها سحابة من الدخان يتصاعد من الأرض. ويظهر سكان أيضا وهم يحاولون انقاذ ما تبقى من متعلقاتهم وسط حطام المنازل المدمرة. ومع تفاقم الوضع الميداني وتأثير ذلك اقتصاديا، انخفضت قيمة الليرة السورية مقابل الدولار الأميركي واليورو الأوروبي إلى أرقام قياسية في اليومين الماضيين في السوقين الرسمية والسوداء في سورية، بحيث وصل سعر صرف الليرة مقابل الدولار في السوق السوداء إلى ضعف سعرها قبل نحو سنتين.