أدت عاصفة، ضربت المنطقة الشرقية، أمس، إلى «شلل جزئي» شهدته معظم محافظات المنطقة، فيما أعلنت الجهات الأمنية حال الاستنفار في مدينة الدمام. وحذر الدفاع المدني من مغبة القيادة في ظل «الأجواء العاصفة» واضطر مطار الملك فهد الدولي في الدمام، إلى منع إقلاع ست رحلات طيران دولية ومحلية، وتوقفت الحركة في ميناء الملك عبد العزيز. وغلفت العاصفة المصحوبة بالغبار، أجواء الشرقية، وتنقلت في حركتها من شمالها إلى جنوبها. وضربت في بادئ الأمر منطقة الخرسانية والجبيل الصناعية، مروراً في رأس تنورة والقطيفوالدمام والخبر، لتنتقل لاحقاً إلى الأحساء مروراً في بقيق. وتفاوتت الأضرار بين محافظة وأخرى. فيما شهدت بعضها هطول مطر غزير، وتساقط على أخرى حبات برد. وسببت العاصفة، التي استمرت زهاء ساعة ونصف الساعة، في انقطاع الكهرباء عن بلدتي الأوجام وأم الساهك (محافظة القطيف)، التي شهدت أيضاً اقتلاع أشجار ومظلات سيارات. وواجه الموظفون العائدون من الجبيل الصناعية، عاصفة تطايرت خلالها الحجارة في الطريق، وتسببت في وقوع حادثة تصادم بين سيارتين. وقال حسين علي، وهو موظف أجبره المطر على السير بسيارته ببطء : «إن الرياح بلغت من القوة درجة ارتفعت خلالها الحجارة الصغيرة من الشارع، وتطايرت في اتجاه السيارات». وذكر أن «السائقين كانوا يقودون بسرعة منخفضة، ولكن أحدهم كان مسرعاً، وتجاوز سيارة أمامه، ولوجود تجمع من مياه الأمطار، انحرف عن الطريق، واصطدم في سيارة أخرى». وفيما تجاوزت مدينة الجبيل الصناعية الأمطار، وتخلصت منها سريعاً، كانت جارتها الجبيل البلد، تئن تحت وطأة الأمطار المتجمعة في شوارعها. وعلى رغم أن ما يفصل بينهم شارع، إلا أن «الاستعدادات في المدينتين تكشف التفاوت بينهما»، بحسب جاسم الخالدي، الذي يسكن الجبيل البلد. وأعلنت الجهات الأمنية حال استنفار. وتواجدت دوريات المرور في الطرق الرئيسة في مدن الشرقية، وسمعت أصوات أبواق المرور والدفاع المدني والهلال الأحمر، غير مرة، أثناء تنقلها بين المواقع المختلفة لمباشرة الحوادث المختلفة والبلاغات التي تلقتها غرف العمليات في تلك الأجهزة. وفي مطار الملك فهد الدولي في الدمام، ذكرت مصادر أن «الرياح أزاحت طائرة من طراز «جامبو 737» من موقعها»، موضحة أن «الطائرة كانت متوقفة في المواقف الطرفية في المطار، وأدت الرياح القوية إلى تحريك اتجاهها، إذ كانت متجهة نحو الغرب، وأصبحت متجهة إلى الجنوب الشرقي»، وأشارت إلى عدم وقوع أية خسائر أو إصابات. وبدأ الأهالي في محافظة القطيف في تفقد سيارتهم وأملاكهم، بعد أن اقتلعت العاصفة أشجاراً وأزالت مظلات سيارات، ولوحات إعلانية. وشهدت بلدتا الخويلدية وسنابس، تضرر منزلين، فيما انهار جزء من سقف نادي الهداية في بلدة الجش، التي شهدت سقوط عمود إنارة على سيارة. وتعثرت حركة السير في طريق عنك – الجش، إثر سقوط شجرة. وأعلنت جهات اجتماعية عن توقف أنشطتها، ومن بينها توقف أنشطة «كرنفال الصفاء»، في مدينة صفوى، وتأجيل فعاليات دورة في الجمعية الخيرية في القطيف، وتوقف أنشطة «البراعم» في نادي الترجي. كما أعلن نادي المنطقة الشرقية الأدبي عن إلغاء فعالياته أمس. وتمنى طلاب المدارس منحهم يوم إجازة، أسوة في زملائهم في الرياض. وبخاصة مع تحذيرات الرئاسة العامة للأرصاد وحماية البيئة، من عودة الأجواء الماطرة اليوم، إلا أن أملهم لم يتحقق، إذ لم تعلن الجهات التعليمية تعليق الدراسة. وطالبت «الأرصاد وحماية البيئة» بأخذ الحيطة والحذر، وذكر الناطق الإعلامي فيها حسين القحطاني أن «الأجواء ستظل متقلبة إلى اليوم (الأحد)»، موضحًا أن «العاصفة التي ضربت الشرقية، نتجت عن منخفض حركي مقبل من البحر الأبيض المتوسط، وصاحبتها رياح نشطة بسرعة 80 كيلومتراً في الساعة، وموجة أتربة». وأضاف أن «العاصفة مكونة من سحب ركامية رعدية ممطرة، ولكنها تمطر في مواقع دون أخرى». وأشار إلى «انخفاض الرؤية الأفقية بنحو نصف كيلومتر، فيما بلغت كميات هطول الأمطار 30 مليمتراً».