سيطر تنظيم "الدولة الاسلامية" خلال الساعات الماضية على اكثر من عشرين قرية كردية في محيط مدينة عين العرب (كوباني) في شمال سورية، بعد هجوم مكثف شنّه على المنطقة يخوض خلاله معارك ضارية مع مقاتلي وحدات الشعب الكردية، وفق ما ذكر المرصد السوري لحقوق الانسان. وفي حال تمكن التنظيم من السيطرة على كوباني الحدودية مع تركيا، سيكون توسع في المنطقة الحدودية التي يسيطر عليها في شمال سورية وشرقها، وسيصبح خطره داهماً على المناطق الكردية في شمال شرق سورية، التي يحاول الأكراد منذ بدء النزاع السوري قبل اكثر من ثلاث سنوات التفرد بإدارتها. وقال مدير المرصد رامي عبد الرحمن لوكالة "فرانس برس": سيطر تنظيم "الدولة الإسلامية" (داعش) خلال الساعات الاربع والعشرين الفائتة على 21 قرية يقطنها مواطنون كرد في الريفين الغربي والشرقي لمدينة عين العرب على أثر هجوم عنيف استخدم فيه الدبابات والمدفعية". واشار الى ان آلاف الأكراد يدافعون عن المنطقة، وان مدينة كوباني (بالكردية) باتت محاصرة بشكل كامل تقريباً، وان "المنفذ الوحيد لها هو الأراضي التركية". وتدور معارك عنيفة بين الطرفين على مسافات قريبة في مناطق عدة في محيط كوباني، وفق المرصد، أوقعت خسائر بشرية بين المدنيين والمقاتلين. وتشهد المنطقة حالات نزوح إلى قرى ومناطق قريبة. وتعتبر كوباني المدينة الكردية الثالثة في سورية بعد القامشلي (شمال شرق) وعفرين (حلب). ومن شأن السيطرة على كوباني ان يؤمن لتنظيم "الدولة الاسلامية" تواصلاً جغرافياً على جزء كبير من الحدود السورية التركية، وان يعطيه دفعاً في اتجاه مناطق اخرى مثل محافظة الحسكة. في تموز (يوليو)، تمكن الاكراد من صد هجوم واسع لتنظيم "الدولة الاسلامية" على المنطقة، الا ان عبد الرحمن يشير الى ان "الهجوم الحالي اكثر عنفاً". وفي العراق المجاور، استولى تنظيم "الدولة الاسلامية" لدى بدء هجومه في شمال وغرب البلاد في حزيران (يونيو) الماضي على مناطق كردية واسعة، لكن مقاتلي البشمركة الاكراد شنوا اخيراً هجوماً مضاداً وتمكنوا من استعادة جزء كبير منها، مدعومين بضربات جوية أميركية. الى ذلك، حصلت خطة الرئيس الاميركي باراك اوباما لتسليح المعارضة السورية المعتدلة على موافقة مجلس النواب الاميركي بانتظار مصادقة مجلس الشيوخ عليها. وفي سياق منفصل، قال المرصد السوري لحقوق الإنسان اليوم إن "طائرة من دون طيار واحدة على الأقل، شوهدت فوق مناطق خاضعة لسيطرة تنظيم "الدولة الإسلامية" (داعش) في محافظة حلب السورية" حيث أخلت الجماعة المتشددة معظم قواعدها.