وافق مجلس النواب الأميركي أول أمس الأربعاء على خطة مساعدة مقاتلي المعارضة السورية المعتدلة والتي لا تزال تحتاج إلى موافقة مجلس الشيوخ في إطار إستراتيجية الرئيس باراك أوباما للتصدي لتنظيم داعش. وأيد 273 نائباً هذا الإجراء الذي اتخذ شكل تعديل لقانون المالية مقابل رفض 156. وصوت العديد من النواب المنتمين إلى الحزبين الديموقراطي والجمهوري ضد الخطة، ما يؤشر إلى أن الكونغرس ليس موحداً خلف الرئيس الأميركي في حربه على «الدولة الإسلامية». وفي وقت لاحق الأربعاء، سيتم التصويت على قانون المالية معدلاً على أن يصوت عليه مجلس الشيوخ قبل نهاية الأسبوع وربما الخميس. والخطة التي وافق عليها مجلس النواب لا تجيز للبنتاغون تجهيز وتدريب مقاتلي المعارضة السورية. وتفرض على الإدارة أن ترفع للكونغرس كل تسعين يوماً تقريراً حول التنفيذ وعدد المقاتلين الذين تم تدريبهم مع تحديد المجموعات السورية التي أفادت من المساعدة وكيفية استخدام الأسلحة والعتاد الذي تم تقديمه. ولا تشتمل الخطة على مبالغ إضافية لتمويل العملية. وهي توضح أنها لا تشكل في أي حال من الأحوال أذناً لنشر جنود في النزاع. وأمهل الجمهوريون إدارة أوباما حتى 11 كانون الأول/ديسمبر لإجبارها على العودة إلى الكونغرس لتوضيح إستراتيجيتها ضد تنظيم الدولة الإسلامية. ويعتبر كثيرون أن أوباما لا يملك خطة بديلة في حال لم يتمكن مقاتلو المعارضة السورية من التغلب على الدولة الإسلامية ميدانياً. ويبدي هؤلاء قلقهم من إمكان أن يستغرق تدريب المعارضين أعواماً عدة. كذلك، يريد نواب لي ذراع أوباما عبر التصويت على إذن رسمي باللجوء إلى القوة العسكرية لجعل أي عملية أميركية محدودة زمنياً ولضمان أن واشنطن لن ترسل جنوداً على الأرض. ميدانياً أفاد المرصد السوري لحقوق الإنسان بأن تنظيم داعش سيطر على أكثر من عشرين قرية كردية في محيط مدينة عين العرب (كوباني) في شمال سوريا، بعد هجوم مكثف شنه على المنطقة يخوض خلاله معارك ضارية مع مقاتلي وحدات الشعب الكردية. وفي حال تمكن التنظيم المتطرف من السيطرة على كوباني الحدودية مع تركيا، فسيكون توسع في المنطقة الحدودية التي يسيطر عليها في شمال سوريا وشرقها، وسيصبح خطره داهماً على المناطق الكردية في شمال شرق سوريا التي يحاول الأكراد منذ بدء النزاع السوري قبل أكثر من ثلاث سنوات التفرد بإدارتها. وقال مدير المرصد رامي عبد الرحمن «سيطر تنظيم دعش على 21 قرية يقطنها مواطنون كرد في الريفين الغربي والشرقي لمدينة عين العرب على أثر هجوم عنيف استخدم فيه الدبابات والمدفعية». في غضون ذلك أفاد المرصد السوري أمس الخميس بأن 15 شخصاً على الأقل قتلوا وأصيب العشرات في قصف جوي سوري على ريف حلب الشرقي. وقال المرصد في بيان له «تعرضت صباح أمس مناطق في مدينة الباب، التي يسيطر عليها تنظيم داعش بريف حلب الشرقي لقصف جوي، ما أدى لمقتل ما لا يقل عن 15 شخصاً وسقوط عشرات الجرحى». وأشار المرصد إلى أن عدد القتلى مرشح للارتفاع بسبب وجود جرحى في حالات خطرة.