يعِد العام المقبل بانتعاش محدود لاقتصاد العالم، لكن انتعاشاً من هذا القبيل ليس مضموناً، فهو يعتمد في شكل كبير على تمكّن الولاياتالمتحدة من تحقيق انتعاش حقيقي، وحفاظ الأسواق الناشئة على معدلات النمو الجيدة التي تحققها، فيما لا يتوقّع أن تساهم أوروبا في الانتعاش العالمي مع شبه إجماع على ترجيح استمرار أزمة منطقة اليورو. وفي طليعة الأسواق الناشئة المعول عليها، الصين والبرازيل، اللتان يرجّح أن تحققا انتعاشاً نوعياً فشلتا في الوصول إليه عام 2012، على رغم توقعات في هذا الشأن قبل سنة تقريباً. وهذه الأسواق لا تستطيع إلا أن تتأثر بالركود الأوروبي المتأتي عن أزمة الديون السيادية في منطقة اليورو واضطرابات الشرق الأوسط وشمال أفريقيا، فيما تنتظر الولاياتالمتحدة تسوية بين حزبيها الرئيسين تجنبها الوقوع في «الهاوية المالية». أما في المنطقة العربية، فبلدان الخليج تبدو في منأى عن كثير من تداعيات أزمة الغرب، فعائدات النفط تبقى في منأى عن كثير من الأخطار بفضل الطلب المتوقع استقراره أو على الأقل عدم تراجعه كثيراً، حتى في ظل الركود الأوروبي، فالطلب الأميركي لا يزال جيداً، فيما الطلب الصيني مرشح لزيادة ولو محدودة. ويبقى التحدي الأكبر في المنطقة هو معالجة دول «الربيع العربي» مشكلاتها الموروثة عبر عقود، خصوصاً تباطؤ النمو والبطالة. ومع اقتراب عام 2012 من نهايته، تستعرض «الحياة» أبرز مفاصل الأزمات في المنطقة والغرب، في قراءات تتناول أيضاً آفاق الحلول.