طالب عدد من المتخصصين في شركات وساطة التأمين في المملكة، بحماية شركاتهم من مندوبي «تجار الشنطة» العاملين في هذا المجال، الذين يستحوذون على حصة كبيرة من سوق التأمين للأفراد، والمتوقع أن تتجاوز 50 في المئة. وقال رئيس اللجنة التنفيذية لوسطاء التأمين محمد العماري ل«الحياة»، إن كثيراً من شركات التأمين المتخصصة في الوساطة تأثرت بشكل كبير من مندوبين غير مرخصين يعملون في السوق بشكل عشوائي، على رغم تعميم وتحذير مؤسسة النقد لذلك، ومراقبتها للسوق بشكل مباشر. وأشار إلى أن حصة هؤلاء المندوبين من سوق التأمين كبيرة، على رغم أنهم غير مدربين على العمل في هذا القطاع، إذ استحوذوا على حصة تتجاوز 50 في المئة، ما تسبب في تهديد عدد كبير من الشركات العاملة في مجال الوساطة بالخروج من السوق، بسبب اعتمادها على هذه الفئة غير المدربة، ولم تعتمد في عملها على الخبراء والمستشارين المتخصصين في قطاع التأمين. وأرجع العماري سبب اعتماد بعض الشركات على الفئات غير المدربة (المندوبين) إلى عدم رغبتها في تحمل تكاليف كبيرة قد ترفع من حجم مصروفاتها. وطالب شركات الوساطة بعدم الاعتماد على هذه الفئات، والاتجاه إلى تدريب وتأهيل الكوادر المتخصصة، واستقطاب المؤهلين الموجودين في السوق منذ سنوات عدة، الذين سيكون لهم دور كبير في نجاح أية شركة واستقرارهم بالعمل معها. وتوقع العماري أنه وبجهود ورقابة مؤسسة النقد العربي السعودي (ساما) وبصفتها المشرفة والمنظمة لقطاع التأمين، أن يتم تنظيف السوق من هذه الفئة خلال أشهر، وسيكون ذلك عاملاً لتشجيع شركات الوساطة على استقطاب وتأهيل الكوادر المتخصصة في هذا المجال. من جهته، قال خبير التأمين ناجي الفيصل، إنه كان هناك مندوبون يعملون في قطاع التأمين، وهم غير مرخصين، ويقومون ببيع منتجات تأمينية معينة في الفترة الماضية، وسيتم تنظيف السوق منهم، لافتاً إلى أن الشركات حالياً بدأت تعتمد على الأشخاص المدربين والمرخصين. وتوقع أن السوق لا تزال يوجد فيها بعض المخالفين من المندوبين غير المرخصين، ونسبتهم محدودة بعكس السنوات الماضية، إذ كانت نسبتهم كبيرة جداً، ويستحوذون على مبيعات الأفراد التأمينية، التي تمثل ما بين 15 و20 في المئة من حجم سوق التأمين. وأكد الفيصل أن دور الوسيط التأميني أصبح في الوقت الحاضر أساسياً، ويساعد العميل في أن يحصل على التغطية الصحيحة ويحفظ حقوقه، لافتاً إلى أنه وللأسف ما زال وعي المواطن بالوسيط التأمين محدوداً، إذ يرى أن الوساطة هي السمسرة. وأشار إلى أن الأحداث التي حدثت أخيراً أسهمت بشكل كبير في توعية المواطن، وإبراز أهمية التأمين ودور الوسيط التأميني، ومن المتوقع أن تشهد الفترة المقبلة طلباً كبيراً على التأمين في المملكة. من جهته، قال عادل الفائز أحد العاملين في قطاع التأمين في الفترة الماضية، إن عمله كان عبارة عن بيع منتجات تأمينية، سواء بالتأمين على الرخصة سابقاً ثم المركبات بعد ذلك، وكذلك التأمين الصحي، ولم يجد صعوبة في العمل، إذ يحدد له السعر النهائي للتأمين، ويحصل على نسبة من ذلك. وأكد أن شركات الوساطة استقطبت عدداً كبيراً من هؤلاء المندوبين، خصوصاً أصحاب الخبرة والقدرة على استقطاب عملاء للشركة، وهم يقومون بدورهم بشكل جيد، ولم يخف أن هناك أشخاصاً متعاونين مع بعض الشركات، إلا أنهم محدودون.