أكد رئيس الحكومة اللبنانية نجيب ميقاتي، ان «انتخابات المجلس الإسلامي الشرعي الأعلى استحقاق طبيعي كان يجب أن يحصل من قبل، وأنا أؤيد إجراءها، ولكن الدعوة إلى الانتخابات يجب أن تحصل وفق الأصول ووفق المرسوم الاشتراعي الرقم 18». وقال خلال لقائه عدداً من رجال الدين وفاعليات شمالية أمس، بعدما أدى صلاة الجمعة في مسجد العزم: «البعض رأى في طريقة الدعوة تجاوزاً لحدود القانون، ولذلك احتكمنا إلى رأي مجلس شورى الدولة، الذي طلب وقف تنفيذ القرار وتصحيح الشوائب. يقول البعض إنني تخليت عن مفتي الجمهورية اللبنانية (الشيخ محمد رشيد قباني)، وهذا غير صحيح، فأنا لن أتخلى عن صاحب السماحة، فهو مفتي الجمهورية، ومن واجبنا احترامه ولنا مطلق الثقة به»، مشدداً على رفضه أن «يشق البيت السني ولا يمكن أن نصل إلى مجلسين شرعيين ومفتيين». وأضاف: «لا يجوز تسييس الموضوع. نحن متمسكون بإجراء الانتخابات وفق الأصول القانونية، ولا يمكن إجراؤها بانقسام داخل الطائفة، والموقف الذي اتخذناه انطلق من الحرص على المصلحة الإسلامية والوطنية ووحدة الطائفة السنية، وأؤكد مجدداً أن الانتخابات ستجري ولو حصل بعض التأخير، المهم هو احترام الأصول كي لا يحصل أي طعن». طرابلس وحول الوضع في طرابلس قال: «إنني مرتاح للأجواء في المدينة وللوضع الأمني فيها وللتدابير التي يتخذها الجيش اللبناني، وأناشد الجميع المساعدة في تحصين الاستقرار القائم وعدم السماح لأي كان بجر المدينة إلى حرب عبثية وإراقة المزيد من الدماء. أما في شأن الكلام المنسوب إليَّ في إحدى الصحف، فأنا قلت إن أهل طرابلس مرتاحون للاستقرار ولدخول الجيش إلى المدينة، ويعتبرون أن انتماءهم هو للدولة، ويتمنون أن تكون الدولة حاضرة بقوة ولا تترك فراغاً يملأه أحد سواها، وأضفت أن أهل طرابلس لم يسعوا في حياتهم إلى أن تكون مدينتهم مقاطعة أو إمارة. جميعنا يهمنا أمن المدينة واستقرارها وإنماءها، وعلينا التكاتف لمواجهة المرحلة الصعبة، وندعو إلى الحوار والتقارب». وعن الوضع اللبناني قال: «في مناسبات عدة عرضت أمامكم الأسباب التي جعلتني أقبل الاستمرار في تحمل المسؤولية في هذا الوقت العصيب الذي نمر به، ومدى تأثر لبنان بامتدادات الأزمة السورية، لا يجب أن نتجاهل أن شعاع الأزمة السورية يدخل إلى لبنان، ومن ضمنه مشكلة النازحين السوريين. تحمل المسؤولية في الظروف الصعبة هو القرار الأصعب، والقرار الأسهل هو الاستقالة والانكفاء، ونحن دائما نأخذ القرار الأصعب حرصاً على وحدة البلد والاستقرار، ونحن مستمرون في هذا الأمر». وإذ أكد «حصول حوادث أمنية، أوضح أن «معالجتها تتم بهدوء، والأهم ألاّ تمتد وندخل أتون حرب أهلية جديدة، وفي اللحظة التي أشعر أن وجودي ليس ضمن هذا السياق فتأكدوا أني لست متمسكاً بهذا المنصب، والاستقالة أسهل وأريح بكثير». وقال: «أدعو كل الأطراف إلى تلقف المبادرة التي أطلقْتُها، لأنها في رأيي تشكل مدخلاً للحل من الوضع الراهن». وعن النازحين من سورية، رأى أن من «المستحيل إغلاق المعابر الحدودية، إذ إن العلاقة مع سورية تاريخية، وإذا كان خيار الحكومة النأي بالنفس سياسياً عن الوضع في سورية، إلا أننا لا ننأى بأنفسنا عن الموضوع الإنساني». وأضاف: «موضوع النازحين إنساني، وهناك لجنة تعمل لاحتواء هذه الأزمة، وأحضرنا المساعدات التي نحتاجها».