كان في امكان المخرجة كاثرين بيجلو، الحائزة على جائزة اوسكار، صناعة فيلم ملحمي على غرار افلام هوليود لتصوير عملية قتل اسامة بن لادن زعيم القاعدة. لكنها حولت مع كاتب السيناريو مارك بول فيلم "نصف ساعة بعد منتصف الليل" الى قصة اكثر تعقيدا عن عملية تعقب بن لادن التي استغرقت عشر سنوات بما في ذلك عرض صريح لعمليات تعذيب اميركية وتقديم تفاصيل لم تكشف من قبل عن اصطياد الرجل الذي كان وراء الهجمات على الولاياتالمتحدة في الحادي عشر من ايلول/ سبتمبر. وعندما يعرض الفيلم على نطاق محدود في الولاياتالمتحدة اليوم الاربعاء تأمل بيجلو وبول في ان يتجاهل الجمهور الجدل الدائر حول الفيلم منذ عام بما في ذلك ادعاءات بانهما حصلا على معلومات سرية مسربة وهو ما نفياه. وقالت بيجلو، التي نالت جائزة الاوسكار في 2010 عن فيلم "خزانة الالم" الذي تناول حرب العراق، ان أحدث افلامها يضع المشاهد في قلب الاحداث المتعلقة بعملية البحث عن بن لادن ويقدم جانبا من مجتمع الاستخبارات الاميركية وكيف ان أساليبه تغيرت في السنوات التي اعقبت هجمات ايلول. وقال بول "انه موضوع مثير للجدل. موضوع مسيس الى اقصر حد. تم تشويه الفيلم على مدى عام ونصف ونود ان يذهب الناس ليشاهدوه ويحكموا عليه بانفسهم". وعندما قتل بن لادن على يد قوات خاصة اميركية في ايار/ مايو 2011 كانت بيجلو على بعد اشهر قليلة من تصوير فيلم يدور حول المساعي الفاشلة للعثور على بن لادن في جبال تورا بورا في افغانستان اثناء الغزو الذي قادته الولاياتالمتحدة قبل حوالى عشر سنوات. وسرعان ما عدلت قصة الفيلم لتتماشى مع التطورات الجديدة. واثارت مشاهد في بداية الفيلم لتعذيب سجناء للحصول على معلومات جدلا في الولاياتالمتحدة. وكان بيجلو وبول أشارا الى ان الفيلم لا يهدف الى تقديم حكم ايجابي او سلبي على عمليات التحقيق. واضاف بول "ما نحاول اظهاره هو ان التعذيب حدث. وهو ما اعتقد انه ليس شيئا محل خلاف". اشارة الى ان الفيلم من بطولة الممثلة جيسيكا شاستين التي تلعب دور ضابطة بوكالة الاستخبارات المركزية تدعى "مايا" والتي تستخدم معلومات استخباراتية مستمدة من تحقيقات تعتمد على اساليب وحشية وعمليات تجسس الكترونية وأساليب تجسسس نمطية لتعقب بن لادن من خلال الاشخاص الذي يحملون رسائله. يذكر ان الفيلم مرشح بقوة لنيل جوائز اوسكار.