إستغلت الإدارة الأميركية فرصة انعقاد محادثات ثلاثية مع باكستانوأفغانستان، لبدء محادثات «جدية» مع باكستان حول التعاون الاستخباراتي، في حين كشفت صحيفة «بوليتيكو» الأميركية، ان القوات الخاصة التي قتلت بن لادن غنمت «مخزناً» من المعلومات الاستخباراتية من مخبئه، قبل ان تغلقه السلطات الباكستانية، التي اكدت اعتقال عدد من افراد اسرته كانوا معه في المجمع. وأوضحت «بوليتيكو» ان مئات من خبراء الاستخبارات الأميركية يراجعون هذه المعلومات التي احتواها جهاز الكومبيوتر الخاص ببن لادن وأجهزة إلكترونية وأقراص في موقع سري بأفغانستان. ونقلت عن مسؤول امني اميركي قوله، إن «المعلومات صيد عظيم حتى لو تبين أن نسبة 10 في المئة منها عملي، وسنحاول استخدامها للوصول الى طرائد أخرى في التنظيم، وجمع معلومات عن مموليها والشبكة الأكبر التي ترأسها بن لادن». في المقابل، تواصل الجدل داخل الادارة الأميركية حول نشر صور بن لادن بعد مقتله، في ظل مخاوف من احتمال اثارتها مشاعر عداء ضد الولاياتالمتحدة. وأفاد موقع «درادج» الالكتروني، بأن «الرئيس باراك أوباما قرر نشر صورة واحدة لجثة بن لادن»، من دون ان يؤكد البيت الأبيض صحة هذا الخبر، كما اكد مسؤول اميركي ان واشنطن تدرس بث فيلم عن مراسم دفن بن لادن في البحر. وفي أفغانستان، أعلنت حركة «طالبان» انه «من السابق لأوانه التعليق على مقتل بن لادن، لأن الاميركيين لم يقدموا وثائق مقنعة تثبت زعمهم»، مشيرة الى انه «لم تؤكد مصادر مقربة من الشيخ اسامة، او تنفي، نبأ استشهاده». وسيحتفل الرئيس اوباما في موقع اعتداءات 11 ايلول (سبتمبر) 2001 في نيويورك غداً بمقتل بن لادن مع عائلات ضحايا 11 ايلول، التي اعلن رئيس لجنتها بيتر غادييل، إنه لا يستطيع الاحتفال في وقت لم يحاسَب مسؤولون فيدراليون كثيرون فشلوا في حماية الشعب في 11 ايلول. وكتب غادييل في الموقع الالكتروني لمحطة «سي أن أن»، أن «عدداً من عائلات ضحايا 11 أيلول مقتنعون بأن إدارة الرئيس السابق جورج بوش علمت في وقت سابق بزمان اعتداءات 11 ايلول ومكانها وأسلوبها، في حين ان آخرين مقتنعون بأن عدم كفاءة مسؤولي تلك الإدارة وفسادهم تسببت في الهجمات. وفي القاهرة (ا ف ب)، قال عبود الزمر، القيادي في تنظيم الجهاد المصري الذي كان ينتمي اليه الرجل الثاني في «القاعدة» ايمن الظواهري، إن مقتل بن لادن لن يؤثر على تنظيمه، ودعا انصار «القاعدة» الى عدم القيام بعمليات انتقامية. وخاطب الزمر أتباع بن لادن قائلاً: «إذا هاجمتم سياحاً او سفارات، تعتدون على أبرياء». كذلك توقع حذيفة عزام، نجل الراحل عبدالله عزام الذي كان بمثابة مرشد لبن لادن، ان يصبح تنظيم «القاعدة» اكثر تشدداً بعد مقتل زعيمه، خصوصاً مع تولي ايمن الظواهري القيادة كما هو متوقع.