في مؤشر جديد إلى عدم استقرار الأوضاع الأمنية في ليبيا، قرر المؤتمر الوطني العام (البرلمان)، مساء الأحد، إغلاق الحدود الجنوبية «موقتاً» مع السودان والنيجر وتشاد والجزائر، وأعلن الجنوب الليبي «منطقة عمليات عسكرية مغلقة». وذكرت وكالة الأنباء الليبية أن القرار الذي صدر بغالبية 136 صوتاً (من أصل 200) نص في مادته الأولى على أن تكون مناطق غدامس وغات وأوباري والشاطئ وسبها ومرزق والكفرة «منطقة عمليات عسكرية مغلقة». ونصت المادة الثانية على أن «تغلق موقتاً الحدود الليبية البرية مع كل من تشاد والنيجر والسودان والجزائر إلى حين تنظيمها وإعادة فتحها بالتنسيق مع دول الجوار». وكلّف القرار في المادة الثالثة وزير الدفاع تعيين «حاكم عسكري للمنطقة الجنوبية على أن يكون من خارجها ويمنح الصلاحيات كافة المخولة للسلطة التنفيذية في هذا الخصوص بما في ذلك القبض على المطلوبين للعدالة في هذه المناطق وإبعاد المتسللين عبر الحدود وإعادتهم إلى أوطانهم وله أن يستعين بمن يراه مناسباً لتحقيق ذلك». ونقلت وكالة أنباء التضامن الليبية عن عضو المؤتمر الوطني عن الجنوب فاطمة العباسي ترحيبها بالقرار ووصفته ب «الجيد»، معتبرة أن «أمن الجنوب من أمن ليبيا». لكنها أضافت أنها وأعضاء عن الجنوب الليبي ممن علّقوا عضويتهم في المؤتمر حضروا خصيصاً الجلسة وأبدوا بعد رفعها «ملاحظات» حول القرار للجنة الشؤون القانونية والدستورية. وأوضحت أن الملاحظات شملت ضرورة ضم جهاز حرس الحدود لرئاسة الأركان حتى يكون هناك جسم واحد يمكن محاسبته، وضرورة وجود جهازي حرس الحدود والهجرة غير الشرعية في منطقة الجنوب الغربي أو الشرقي. وعاد رئيس الوزراء الليبي علي زيدان من جولة إقليمية الأسبوع الماضي دعا خلالها إلى عقد اجتماع في ليبيا مع النيجر ومالي وتشاد والسودان لتأمين الحدود الإقليمية. ونقلت وكالة «رويترز» عن محمد المناوي الحضيري وهو عضو في المؤتمر الوطني العام من سبها أن هذا القرار يثبت أن المؤتمر الوطني يتفهم الوضع في الجنوب. وفرّ في وقت سابق من الشهر الجاري حوالى 200 سجين من سجن في سبها التي شهدت أيضاً اشتباكات قبلية منذ انتهاء الحرب التي أطاحت معمر القذافي في العام الماضي. واستخدم الجنوب كطريق تهريب للأسلحة التي تصل إلى «القاعدة» في منطقة الصحراء خلال الفوضى التي أعقبت سقوط القذافي. في غضون ذلك، قال مسؤول أمني ل «رويترز» إن أربعة من أفراد الشرطة قتلوا في هجوم على مجمع أمني في مدينة بنغازي الأحد. ويُعتقد أن الهجوم له صلة باعتقال رجلين أخيراً في ما يتصل باغتيال مسؤولين أمنيين في المدينة، إذ إنه وقع على المبنى المجاور لمركز الشرطة الذي يحتجز به الرجلان.