تنطلق اليوم (الثلثاء) منافسات دور ال16 من كأس ولي العهد، بإقامة ثلاث مواجهات، إذ يستضيف الشباب الرائد، فيما يحل النصر ضيفاً على التعاون، ويلتقي الأهلي والشعلة على ملعب الأول. الشباب - الرائد على رغم الفوارق الفنية التي تصب في كفة الفريق الشبابي، إلى جانب أفضلية الأرض والجمهور، إلا أن مباريات خروج المغلوب ذات طابع مختلف، ودائماً ما تحمل في طياتها العديد من المفاجآت، لذا لن يلتفت مدرب الشباب البلجيكي برودوم إلى أية معطيات تسبق الصافرة الأولى في المباراة، ومتى ما تحرك لاعبو الفريق الشبابي وفق إمكاناتهم الفنية، فلن يجدوا صعوبة في فرض هيمنتهم على مساحات المستطيل الأخضر. الشباب يمتاز بقوة خط الوسط، بوجود صانع اللعب الماهر البرازيلي كماتشو، إضافة إلى إجادته تنفيذ الكرات الثابتة، وكذلك مواطنه فرناندو صاحب المجهود السخي والبنية القوية، فيما يشكل أحمد عطيف الرابط الحقيقي بين الخطوط الثلاثة، كما أن ثنائي المقدمة ناصر الشمراني والأرجنتيني تيغالي لهما ثقل كبير في الخريطة الشبابية، فكلاهما يجيد الوصول إلى مرمى الخصم من أقصر الطرق، ومتى ما تحرر ظهيرا الجنب من القيود الدفاعية، ستكون الهجمة الشبابية في غاية الضراوة. وعلى الطرف الأخر، يحاول الرائد إحداث المفاجأة الأولى وإقصاء أحد أبرز المرشحين لنيل اللقب في عقر داره، ويدرك المدرب التونسي عمار السويح صعوبة المهمة أمام فريق بقامة الشباب، إلا أنه سيبحث جاهداً عن الحلول التي تمنح فريقه فرصة مجاراة مضيفه، ودائماً ما يكون الاعتماد في مثل هذه المباريات على مهارة المغربي عصام الراقي في منتصف الميدان، وثنائي المقدمة الكنغولي ديبا ووليد الجيزاني، إلى جانب حيوية ماجد هزازي وأحمد الكعبي. التعاون - النصر يتحصن التعاون بالأرض والجمهور سعياً إلى تحقيق المهمة الصعبة، والتفوق على قوة الضيوف، نحو الدور الثاني من المسابقة، وتحت يد المدرب المقدوني جوكيكا قائمة لا بأس بها في ظل وجود المهاجم محمد الراشد، وأحمد مفلح وأحمد الحربي والحارس المتألق دائماً فهد الثنيان وغيرهم من الأسماء التي تعول عليهم جماهير السكري الشيء الكثير لقيادة الفريق إلى أبعد المراحل. وعلى الضفة الأخرى، يدخل النصر بنشوة المستويات الكبيرة التي قدمها في الجولات الأخيرة من مسابقة الدوري، ما تجعله مرشح فوق العادة لتجاوز مضيفه، والمدرب الأوروغوياني كارينيو يجد القبول الكبير من الجماهير الصفراء، بعد أن وفق في إعادة ترتيب الخطوط وتسخير إمكانات اللاعبين بالصورة السليمة على أرض الميدان، كما أنه أوجد أكثر من لاعب يستطيع القيام بالمهام التهديفية، ما جعل لاعبي الوسط والمدافعين ينافسون ثنائي المقدمة محمد السهلاوي والإكوادوري أيوفي في تسجيل الأهداف. تألق رباعي خط الوسط وقيامهم بالواجبات الدفاعية والهجومية على اكمل وجه، جعل الفريق الأصفر يظهر بصورة مختلفة تماماً في المباريات السابقة، فالمصري حسني عبدربه يقوم بادوار كبيرة في منتصف الميدان، فهو مساند حقيقي لكل الهجمات وصاحب قدم قوية قلما تخطئ المرمى، كما أن إبراهيم غالب وخالد زيلعي وحسين عبدالغني يبذلون جهوداً مضنية داخل الميدان، وحتى خط الدفاع تحسن أداؤه كثيراً وسط تألق الحارس عبدالله العنزي. الأهلي - الشعلة تبدو مهمة الأهلي سهلة في بلوغ الدور الثاني، عطفاً على إمكانات الفريق المقابل، إلى جانب أفضلية الأرض والجمهور، لذا ستكون فرصة المدرب التشيخي غاروليم كبيرة لتصحيح أوضاع فريقه واستعادة الثقة للاعبين بعد المستويات المتأرجحة في دوري «زين». الأهلي متخم بالأسماء البارزة، إلا أن الخطوط ما زالت تفتقد إلى التجانس بعد السقوط في نهائي دوري أبطال آسيا، ومتى ما قدم تيسير الجاسم والبرازيلي فيكتور والعماني عماد الحوسني جزءاً من مستواهم الحقيقي فلن يجد الفريق صعوبة في النهوض مجدداً صوب تحقيق أفضل النتائج. وفي المقابل، سيحاول مدرب الشعلة المصري محمد صلاح تضييق المساحات في منتصف الميدان، وإيجاد ساتر دفاعي يبدأ من خط الوسط، مع الاعتماد على الكرات المرتدة التي ينطلق خلفها المالي لاساتا والمغربي حسن الطير، لعله ينجح في مجاراة قوة أصحاب الدار، ودائماً الفرق المهددة بالهبوط في منافسات الدوري لا تحرص على الزج بالأوراق كافة في المسابقات الأخرى، من أجل ادخار عناصر القوة لتأمين الموقف في معترك البقاء في البطولة الكبرى.