تكتمل أضلاع نصف نهائي كأس ولي العهد عندما تختتم مساء اليوم منافسات ربع النهائي، إذ يلتقي الشباب والأهلي في مواجهة «نارية» على ملعب الأول، فيما يستضيف الاتفاق نجران. الشباب - الأهلي مواجهة من العيار الثقيل والثقيل جداً بين متصدر الدوري ووصيفه في صراع مواصلة المشوار للمنافسة على كأس البطولة الأخرى، ومن الصعب التكهن بهوية الفريق الفائز، فكلا الطرفين يملك أسلحة قوية تمنحه فرصة خطف بطاقة التأهل، ويبقى الفيصل بينهما مدى استفادة المهاجمين من الفرص التي ستتاح أمام المرميين. الشباب يتحصن بالأرض والجمهور لتجاوز المنعطف الأصعب نحو المزاحمة على لقب البطولة التي غابت طويلاً عن خزائن الفريق، والمدرب البلجيكي برودوم تحت يده أجندة زاخرة بالأوراق التي يتمناها أي مدرب لتنفيذ ما يريد على أرض الميدان، وإن كانت القوة الأكبر تتمثل في تحركات البرازيلي فرناندو والأوزبكي جيباروف في منتصف الميدان إلى جانب أحمد عطيف، ما يشكل دعامة كبيرة لكل الهجمات التي ينطلق خلفها ناصر الشمراني، كما أن مشاركات ظهيري الجنب حسن معاذ وعبدالله الأسطا تعزز من خطورة الهجمة الشبابية، إذ ينجح الثنائي في القيام بالمهمات الدفاعية والهجومية بكل اقتدار. الجماهير الشبابية تعوّل كثيراً على قتالية اللاعبين والتعامل المثالي للمدرب البلجيكي برودوم مع أحداث المباريات لاستمرار الفريق في مواصلة الانتصارات، إذ لم يتعرض الفريق حتى الآن إلى أي خسارة طوال الموسم الحالي. وعلى الطرف الآخر، يسعى الأهلي جاهداً لتأكيد علو كعبه هذا الموسم من خلال العودة ببطاقة التأهل والمنافسة على كأس البطولة، والخطوط الخضراء قدمت مستويات كبيرة في المواجهات السابقة في صراع الدوري، ما جعل الفريق يتربع على هرم الترتيب، والمدرب التشيخي جاروليم أمام مهمة ليست بالسهلة، خصوصاً أن يواجه فريقاً بقامة وقوة الشباب، ودائماً ما يكون اعتماد جاروليم على الكرات المرتدة السريعة التي يندفع خلفها الثنائي الخطر العماني عماد الحوسني والبرازيلي فيكتور سيموس ومن خلفهما صانع اللعب البارع البرازيلي كماتشو الذي يشكل مهاجماً ثالثاً في غالب الأحيان، إلى جانب قدرته العالية على تنفيذ الكرات الثابتة. المدرب الأهلاوي يحرص في المواجهات الكبيرة على التحصينات الدفاعية والحد من تقدم ظهيري الجنب منصور الحربي وكامل المر، إلى جانب تراجع تيسير الجاسم ومعتز الموسى للمساندة الدفاعية، ما جعل مهمة مهاجمي الخصوم في غاية الصعوبة للاقتراب من مناطق الخطر. الاتفاق - نجران تبدو مهمة الاتفاق سهلة لوضع يده على بطاقة التأهل نحو نصف النهائي عطفاً على الفوارق الفنية وأفضلية الأرض والجمهور، وعلى رغم ذلك لن يلتفت المدرب الكرواتي برانكو لمثل هذه المعطيات، إذ حذّر لاعبيه من الثقة الزائدة، وطالبهم بعدم التهاون كون مباريات خروج المغلوب حافلة دائماً بالمفاجآت، ومتى ما تعامل برانكو مع إمكانات لاعبيه بالشكل السليم فلن تكون المهمة صعبة لتجاوز الضيوف، ودائماً ما تكون الكلمة الأقوى في المواجهات كافة لثنائي المقدمة الأرجنتيني تيغالي ويوسف السالم، إضافة إلى نشاط حمد الحمد ويحيى الشهري والبرازيلي لازاروني في منتصف الميدان، وتمتاز خطوط الاتفاق بقوة وصلابة الدفاع ومن خلفهم الحارس المتألق فايز السبيعي. وعلى الطرف الآخر، يمنِّي نجران النفس بمواصلة المغامرة والظفر ببطاقة العبور، ويدرك مدربه المقدوني جوكيك قوة الخصم وصعوبة المهمة خارج الديار، ما يجعله يغلق الخطوط الخلفية بأكثر عدد من المدافعين والاعتماد على الكرات المرتدة لعله يصل إلى مرمى أصحاب الدار، ويعاني الفريق في الفترة الأخيرة من تراجع كبير في الأداء الفني، وتعرّض لخسارتين موجعتين برباعية في آخر منافسات الدوري أمام الأهلي والفيصلي، وعلى رغم ذلك تعوّل الجماهير على حماسة وقتالية اللاعبين لتجاوز كل الظروف والعودة ببطاقة التأهل.