انطلقت اليوم الثلثاء في الرياض فعاليات مؤتمر "الخليج العربي والتحديات الإقليمية" الذي ينظمه معهد الدراسات الديبلوماسية، بالتعاون مع مركز الخليج للأبحاث بمشاركة اليمن. وفي كلمة افتتاح المؤتمر دعا نائب وزير الخارجية السعودي عبدالعزيز بن عبدالله بن عبدالعزيز، الى "التصدي للمخاطر والتحديات التي تحيط بدول الخليج العربي، واتباع منحى متعدد الجوانب لمواجهتها، وإنجاز تعاون إقليمي ودولي لاحتواء الصراعات المتفجرة، والتصدي لظاهرة الإرهاب". وقال عبد العزيز إن "ظاهرة الارهاب باتت تشكل خطراً كبيراً على استقرار وأمن المجتمع الدولي، الأمر الذي يتطلب تضافر الجهود الدولية في مكافحة هذه الظاهرة الخطيرة، وتحصين الجبهة الداخلية في دولنا لمواجهة هذه الأخطار في الدول المجاورة". وأضاف أن "هذا المؤتمر يعقد في ظل ظروف حرجة ومخاطر جمة تحيط بالمنطقة، لاسيما وهي تعيش ظروفاً بالغة الخطورة وتحديات كبيرة لم تشهدها منطقتنا من قبل مثل تفاقم الأزمات السياسية، وتفكك البنية الاقتصادية، وانهيار الأمن وسلطة القانون في عدد من دول المنطقة، وانتشار الإرهاب بجميع أشكاله والحركات المسلحة المتطرفة". من جهته أكد الأمين العام لمجلس التعاون لدول الخليج العربية عبداللطيف بن راشد الزياني أن "مجلس التعاون أصبح عامل استقرار في المنطقة، وملاذاً آمنا لدوله وجواره الإقليمي، وأثبت في الفترة الأخيرة أنه كيان فاعل ومؤثر حينما تقتضي الضرورة ذلك". وفي كلمة اليمن امام المؤتمر، أكد وزير الخارجية جمال عبدالله السلال أن "أمن اليمن يرتبط بشكل قوي بأمن وأستقرار دول الخليج العربي والمنطقة عموماً". وشدد وزير الخارجية على "أهمية وفاء الدول المانحة بالتزامتها وما قطعته من تعهدات لمساعدة اليمن ودعم الجهود التي يبذلها الرئيس اليمني عبد ربه منصور هادي لإنجاح العملية الانتقالية وتعزيز قدرات الدولة اليمنية حتى تصل الى بر الأمان". وعبّر عن تقدير اليمن لجهود الدول الاعضاء في مجلس الأمن الدولي، وما يقوم به الأمين العام للأمم المتحدة بان كي مون من خلال مبعوثه الخاص الى اليمن جمال بن عمر. الى ذلك، اعتبر وزير الشؤون الخارجية الإماراتي أنور بن محمد قرقاش أن "منظومة دول مجلس التعاون أثبتت دورها المحوري في استتباب الاستقرار والأمن الإقليمي خلال الأعوام الماضية، اذ أكدت على استعدادها على مجابهة التحديات المحلية وقدرتها على الاستجابة السريعة لحالات الطوارئ الأمنية من خلال آلية درع الجزيرة للدفاع المشترك". ما يحدث في اليمن وما تقوم به جماعة الحوثي نموذجا سلبيا لتفاقم الأوضاع وفرض واقع عن طريق التمرد على السلطة الشرعية. وقال في كلمة القاها إن "الأزمة التي يشكلها الحوثيون في اليمن توضح تعقيدات توازي تأثير كرة الثلج، اذ تم استغلال تدهور الأوضاع الأمنية ومحاولة كسب مؤيدين لتقويض عملية الانتقال السياسي في اليمن للحصول على السلطة". وأضاف: "هذه بيئة خصبة لتدخل اطراف خارجية بغية وضع قدمها في المنطقة وتوجيه الصراع بما يساهم في تحقيق مصالحها في المنطقة". وشدد الوزير على أهمية أن "يلعب المجتمع الدولي دوره بشكل مسؤول لإحلال الاستقرار في اليمن، اضافة الى ضرورة أن تلعب الدول الخليجية صاحبة المبادرة الخليجية دوراً ديناميكياً فاعلاً لحماية اليمن واستقراره". و أشار إلى أن "بلاده ترى أن التحدي الذي يمثله الارهاب ممتد وشامل من اليمن إلى مصر وليبيا وشمال أفريقيا"، مؤكداً في هذا الصدد على "أهمية أن تكون هناك استراتيجية واضحة وشاملة للتصدي للإرهاب كون الإرهاب ليس فقط "داعش" بل العديد من المنظمات المنتشرة في منطقتنا العربية".