إسلام آباد، كابول - أ ف ب، رويترز – اكدت الشرطة الباكستانية أمس، مقتل عليم بينوري، احد قادة «طالبان»، خلال معارك اندلعت مع الجيش في اقليم وادي سوات القبلي (شمال غرب) حيث نفذ الجيش العام الماضي عملية واسعة لطرد المتمردين الاسلاميين المرتبطين بتنظيم «القاعدة» منه. وأُدرج عليم المعروف باسم «الملا راديو» على لائحة تضم عشرين من كوادر «طالبان» في سوات، ورصدت السلطات مكافآت لاعتقالهم او قتلهم بقيمة عشرة ملايين روبية باكستانية (نحو 86 الف يورو). وأوضح ضابط في الشرطة يدعى اسلام جان ان المطلوب قتل خلال تبادل للنار مع الجنود في مدينة مديان في اقليم سوات، وان السكان تعرفوا الى جثة عليم المقرب من الملا فضل الله خلال عرضها في سوق مديان. واستولت «طالبان» في خريف 2007 على وادي سوات التي تعد احد اشهر المعالم السياحية المقصودة في باكستان عند خاصرة سلسلة جبال هندو كوش في منطقة الهيملايا. وفي ربيع 2009 استعاد الجيش الوادي من دون ان يبدي مقاتلو «طالبان» مقاومة مباشرة، لكنهم انسحبوا الى الجبال والمناطق القبلية وكثفوا هجماتهم منذ ذلك الحين. كذلك، اوقف الجيش 70 مشبوهاً بينهم 40 أفغانياً في منطقة مينغورا (شمال غرب)، وعثر أيضاً على مخبأ للأسلحة وذخائر. وفي افغانستان، قتل اربعة من جنود الحلف الاطلسي (ناتو) في اعتداء ومعارك، ما رفع الى 105 عدد القتلى الاجانب منذ مطلع السنة في هذا البلد، في مقابل 49 قتيلاً اجنبياً في الفترة ذاتها العام الماضي. وأوضح الحلف ان جنديين سقطا في هجوم غرب افغانستان، وآخر في هجوم بالسلاح الخفيف جنوب البلاد. كما قتل جندي رابع في عملية انتحارية نفذت عبر تفجير سيارة مفخخة لدى مرور قافلة لقوات الحلف في منطقة سبين بولداك في ولاية قندهار (جنوب)، وأسفرت ايضاً عن مقتل اربعة مدنيين. ووقع الاعتداء الاخير الذي تبنته حركة «طالبان» على جسر يمر فوق نهر قرب بلدة تارانغ التي تبعد نحو 10 كيلومترات من قندهار. وأفاد شهود بأن قوة الانفجار قذفت آلية مدرعة وحطام السيارة المفخخة الى النهر. وشهدت الولاية ذاتها التي يتوقع ان يشملها الهجوم الثاني الكبير للحلف الاطلسي، انفجار سيارة مفخخة ثانية جرى التحكم بها من بعد قرب مركز للشرطة غير بعيد من المطار، ما ادى الى مقتل مدني وجرح 16 آخرين بينهم 9 شرطيين. ويسلّط الهجومان الانتحاريان الضوء على الخطر الذي يشكله مقاتلو «طالبان» في جنوبافغانستان، والتحدي الذي تواجهه القوات الاجنبية في اطار الاستراتيجية الجديدة التي تطبقها لإنهاء الحرب المندلعة منذ ثماني سنوات، علماً انها نفذت غداة مقتل 11 مدنياً بينهم نساء وأطفال في انفجار قنبلة زرعتها طالبان في ولاية هلمند المجاورة لقندهار، حيث يشن 15 ألف جندي اجنبي هجوماً ضخماً على منطقة مرجه. وأعلن قادة عملية مرجه تراجع حدة المعارك، لكن السلطات تتردد في السماح بعودة آلاف من السكان اضطروا الى النزوح هرباً من المواجهات، وذلك بسبب الألغام والمتفجرات التي زرعها متمردو «طالبان».