اجتمع وزير الخارجية اللبناني جبران باسيل في باريس مع نظيره الأميركي جون كيري وبحث معه «الظروف والشروط المواكبة لدخول لبنان في الحرب على الإرهاب، وفي الدور السياسي والفكري والحواري الذي يلعبه لبنان في مواجهته»، على هامش مشاركته في المؤتمر الدولي حول السلام والأمن في العراق، كما جاء في نبأ لمكتبه الإعلامي. وتطرق الوزيران إلى «المساعدة التي يمكن للولايات المتحدة الأميركية أن تقدمها للبنان لمواجهة الإرهابيين على أرضهم». كما إلتقى باسيل عدداً من نظرائه المشاركين في المؤتمر، ومنهم وزيرة خارجية إيطاليا فيديريكا موغوليني التي ستتسلم منصب المفوض الأعلى للشؤون الخارجية والسياسية في الإتحاد الأوروبي في 1 تشرين الثاني 2014. وعقد أيضاً لقاء جانبياً مع وزير خارجية روسيا سيرغي لافروف وتم التداول في موضوع الحرب الشاملة على الإرهاب. وكان باسيل ألقى كلمة في المؤتمر رأى فيها أن إن «وحدة الشعب العراقي بكل مكوناته هي المفتاح في الجهد الدولي لضمان استقرار العراق، كما هي الوحدة الوطنية حول القوى المسلحة اللبنانية، وسائر الجيوش الوطنية التي تشكل حجر الزاوية في معركتنا ضد داعش». ورأى في النموذج اللبناني «علاجاً ناجعاً للقضاء على هذا الوباء». وإذ اعتبر أن إرهاب «داعش» دمر العراق وسورية، وها هي تهدد بمهاجمة الدول المجاورة، قال إن «هامش الوقت يضيق ويجب التحرك جماعياً وسريعاً». واضاف: «إن التفكير باحتواء داعش وهم إذ يجب القضاء عليها عسكرياً وإيديولوجياً. ولا يمكن استثناء أحد من هذا الجهد الجماعي، كما لا يحق لأحد الاستقالة من هذا الواجب. هدفنا هو وضع حد نهائي للاإنسانية هذه المجموعات الإرهابية التي يستوجب القضاء الكامل عليها تجفيف مصادر تمويلها وتحديد رعاتها السياسيين والإيديولوجيين». وتابع: «ينبغي لجبهتنا أن تتمكن من الاعتماد، بالحد الأدنى، على 80 دولة ينتمي بعض مواطنيها الى داعش. ويمكن لتفويض أممي أن يضع الإرهاصات لتحركنا، ويشكل قرار مجلس الأمن رقم 2170 المتخذ في تاريخ 15 آب (أغسطس) مثالاً لما يمكن عمله». وطالب بمبادرة جماعية «مدعومة من الأممالمتحدة ومتخذة في إطارها، والدعم الفوري للقوى المسلحة اللبنانية، فلبنان يحتل موقعاً متقدماً في المعركة ضد الطائفية والإرهاب». ودعا إلى «حماية الأقليات والحفاظ على وجودها التاريخي في المنطقة ووضع آلية تعاون قانوني وقضائي لملاحقة ومحاكمة الإرهابيين والداعشيين عبر حرمانهم الدعم المحلي». وتحدث عن الحاجة إلى «الانخراط الكبير للقوّات الجوية الدولية ضمن إطار الشرعية الدولية، والى تحرّكات ميدانية من جانب الحكومات الشرعية المدعومة من القوى المسلحة الوطنية، ووضع آلية حوار سياسي داخلي ضمن كلّ من هذه الدول حفاظاً على وحدتها السياسية والترابية». واعتبر أن «لقاءنا فرصة للذهاب أبعد من التحالفات بمن حضر نحو تحالف للانسانية ضد لا إنسانية داعش».