ينتظر أن تتفادى الدول الأعضاء في منظمة «أوبك» في اجتماعها الذي تعقده اليوم في فيينا خلافاً في شأن حجم الإنتاج، وأن تختلف في المقابل على الشخصية التي ستتولى منصب الأمين العام للمنظمة، خلفاً لليبي عبدالله البدري. ويتوقَّع أن تبقي المنظمة على مستوى الإنتاج المستهدف عند 30 مليون برميل يومياً. وأشارت مصادر مطلعة في «أوبك» ل «الحياة» إلى أن أوضاع السوق جيدة ومريحة إذ أن الأسعار في مستوى جيد والسوق النفطية مزوّدة بما يكفي من النفط وأن لا داعي لاتخاذ أي إجراء جديد. وأنتجت السعودية وفق مصادر مختلفة 9.9 مليون برميل يومياً في تشرين الثاني، وهي تكيّف مبيعاتها من النفط مع طلب زبائنها. ويرى بعض الدول مثل الجزائر أن الطلب على النفط يتراجع بسبب تراجع اقتصادات العالم وأن ثمة كميات كبيرة من النفط في الأسواق. ورجّح مندوبون في «أوبك» التمديد للبدري في منصبه لستة أشهر أخرى، أو تكليف الرئيس المقبل ل«أوبك» وزير النفط الكويتي هاني حسن تولي المنصب بالإنابة. والمرشحون لمنصب الأمين العام هم مندوب السعودية الدائم لدى «أوبك» ماجد المنيف، ووزير النفط الإيراني السابق غلام حسين نوذري، ومستشار رئيس الوزراء العراقي لشؤون الطاقة ثامر الغضبان. وكانت «أوبك» خلال اجتماعها الماضي أوكلت لجنة محافظي المنظمة تحديد أكفأ المرشحين الثلاثة لتولي المنصب. واجتمعت اللجنة في تشرين الأول (أكتوبر) وطلبت تقديم أوراق من المرشحين ومقابلتهم فلم يحضر المرشح الإيراني، وتبين للجنة أن المرشح السعودي هو الأجدر بتولي المنصب لمعرفته الواسعة بالمنظمة وإدارته للندوات العالمية، في حين أن المرشح العراقي نجح كخبير على صعيد قطاع نفط العراقي لكن خبرته في المحافل الدولية وفي المنظمة أقل. وفي تقرير شهري نقلته وكالة «رويترز»، أعلنت «أوبك» أن إنتاجها من النفط تراجع في تشرين الثاني (نوفمبر) مقترباً من مستوياته المستهدفة بفعل خفض الإنتاج في السعودية، وحذّرت من أن نمو الطلب العالمي على الخام قد يتراجع في النصف الأول من 2013 نتيجة ضعف الاقتصاد. وأشارت إلى أن إنتاجها تراجع 210 آلاف برميل يومياً في تشرين الثاني إلى 30.78 مليون برميل يومياً، وفقاً لمصادر ثانوية. وأبلغت السعودية «أوبك» أنها خفضت الإنتاج 230 ألف برميل يومياً إلى 9.49 مليون برميل يومياً. وترك التقرير توقعات المنظمة لنمو الطلب العالمي في 2013 من دون تغيير عند 770 ألف برميل يومياً، وتوقع أن يبلغ متوسط الطلب على خام «أوبك» العام المقبل 29.7 مليون برميل يومياً من دون تغيير عن الشهر الماضي، بانخفاض 400 ألف برميل يومياً عنه في العام الحالي. إلا أن «أوبك» تتوقع أن يشهد النصف الأول من عام 2013 تراجعاً في الطلب على خامها إلى 29.25 مليون برميل يومياً في المتوسط، ما يعني زيادة المخزون نحو 1.5 مليون برميل يومياً إذا حافظت «أوبك» على معدل إنتاج تشرين الثاني. وجاء في التقرير «ضعف الاقتصاد العالمي يسبب قدراً كبيراً من الغموض في توقعات الطلب العالمي على النفط، ما ينطوي على أخطار نزولية بخاصة في النصف الأول من السنة». وأشارت «أوبك» إلى أن تسارع النمو الاقتصادي العالمي إلى 3.2 في المئة من ثلاثة في المئة هذه السنة، سينعش السوق عموماً. ووفق التقرير «على رغم عوامل عدم التيقن الكبيرة التي تؤثر في العرض والطلب في السوق ومن دون التهوين من شأن التأثير المحتمل للعوامل غير الأساسية، من المنتظر أن يساعد تحسن التوقعات الاقتصادية للعام المقبل في دعم استقرار سوق النفط». النعيمي ومن فيينا، أوضح وزير النفط السعودي علي النعيمي، أن هدف المنظمة في الاجتماع هو الاستمرار في المحافظة على استقرار سوق النفط بما يخدم مصالح الدول المنتجة والمستهلكة والاقتصاد العالمي ونموه. وعن اختيار الأمين العام الجديد للمنظمة قال «إن الهدف هو اختيار مرشح مناسب من حيث الكفاءة والخبرة، ولا شك في أن مرشح المملكة الدكتور ماجد المنيف هو من الكفاءات الوطنية المتميزة والمشهود لها محلياً وإقليمياً ودولياً وفي أوبك، من خلال عمله كمحافظ للمملكة في المنظمة».وختم النعيمي بالقول «نهدف في المنظمة إلى التعاون والتفاهم من أجل الوصول إلى اتفاق مناسب حول هذين الموضوعين في مناخ من التناغم والانسجام بين الدول الأعضاء كافة». وأكد وزير النفط الإيراني، رستم قاسمي في حديث إلى الصحافيين، أن طهران ترى أن سوق النفط متوازنة وأن سعر الخام مرضٍ. وشدد وزير النفط الإماراتي، محمد بن ظاعن الهاملي، على أن سوق النفط متوازنة على نحو جيد وأن لا حاجة لأن تغيّر «أوبك» إنتاجها عندما تجتمع اليوم. وقال «مادام هناك طلب فلا حاجة إلى التغيير». وأمل بأن تحل «أوبك» مسألة اختيار أمينها العام الجديد. الأسعار في الأسواق، ارتفع «برنت» باتجاه 108 دولارات مدعوماً بالتوترات في الشرق الأوسط وتراجع طفيف للدولار، لكن الجمود الذي يعتري المحادثات المالية في الولاياتالمتحدة حد من المكاسب. وارتفع «برنت» 64 سنتاً إلى 107.94 دولار للبرميل، والخام الأميركي 28 سنتاً إلى 85.84 دولار. ولقيت أسعار النفط دعماً من التوترات في مصر والمعارك في سوريا والضغوط على إيران واغتيال ضابط مخابرات كبير في اليمن. في هذا المجال، أظهرت وثيقة أن «شركة تسويق النفط العراقية» (سومو) تسعى إلى شراء نحو مليون طن من زيت الغاز نيابة عن وزارة الكهرباء في البلد لإمداد محطات الكهرباء في عام 2013. وتسعى «سومو» إلى شراء 1260 طناً من زيت الغاز يومياً للتسليم من أول شباط (فبراير) إلى 31 آذار (مارس)، أو 74.3 ألف طن إجمالاً على مدار الشهرين إضافة إلى 3360 طناً يومياً من نيسان (أبريل) حتى نهاية 2013 لتصل الكمية إلى 924 ألف طن.