يشهد الإعلام التلفزيوني المصري حالة حادة من التوتر والمشاحنات، إذ هاجمت تيارات الإسلام السياسي مقدمي برامج التوك شو في الفضائيات المصرية واتهمتهم بتشويه صورة الرئيس محمد مرسي، ومحاولة إسقاطه، مؤكدة أن «الإعلام من القطاعات التي تحتاج إلى تطهير»، ووصل هذا الهجوم الى حصار مدينة الإنتاج الإعلامي وغلق باب 4 الذي يدخل منه الإعلاميون والعاملون في المدينة. والسلفي الشيخ حازم صلاح أبو إسماعيل أوضح في خطبة للمتظاهرين أمام مدينة الإنتاج، أن لديه قوائم بأسماء «الفلول التي تدير الجرائم الإعلامية»، وتتضمن أسماء سياسيين وإعلاميين وأصحاب ثلاث فضائيات خاصة. وحذر أبو إسماعيل أصحاب هذه الفضائيات من أعمال التحريض ضد النظام، وأعطاهم مهلة حتى ينسحبوا من هذا الاتفاق وإلا ستعلن القوائم وتحدد الإجراءات التي تتخذ ضدهم. لكن حسن حامد رئيس مجلس إدارة الشركة المصرية لمدينة الإنتاج الإعلامي، رفض أسلوب محاصرة مدينة الإنتاج الإعلامي الذي قد «يؤثر سلباً في سير العمل بها ويهدد استقرارها والاستثمارات بداخلها والعاملين فيها»، قائلا إن «التعبير عن الرأي لا يكون بمثل هذه التظاهرات أو الاعتصامات التي تؤذي الغير»، لافتاً إلى أن مثل هذه التصرفات غير المحسوبة يضر باستثمارات المدينة ويطرد أي فكرة لتنفيذ أي مشاريع مستقبلية. المذيع يوسف الحسيني مقدم برنامج «صباح أون» على قناة «أون تي في» ظهر مجدداً على الشاشة ليقول: «أتلقى منذ فترة تهديدات بالقتل». ويلفت إلى «المعاناة التي تعرض لها جراء تهديده وعدم استطاعته الذهاب إلى منزله أو عمله أو حتى الذهاب إلى النائب العام للتبليغ عن التهديدات التي تلقاها أو طلب الحماية له ولأسرته». وقفة احتجاج ومن مدينة الإنتاج الإعلامي المحاصرة إلى مبني الإذاعة والتلفزيون المصري، نظم بعض الإعلاميين العاملين في «ماسبيرو» وقفة احتجاجية ضد السياسة التي يتبعها المسؤولون في التلفزيون المصري، والهادفة إلى «أخونة الإعلام الرسمي»، حسب قولهم. وخلال الوقفة وضع المتظاهرون شرائط لاصقة على أفواههم، تعبيراً عما وصفوه «بسياسة كمّ الأفواه التي يتبعها المسؤولون في التلفزيون، مطالبين بعدم تكبيل الحريات وترهيب الإعلاميين، وفك الحصار البشري الذي فرضه أنصار الشيخ حازم صلاح أبو إسماعيل، على مدينة الإنتاج الإعلامي. ورفع المتظاهرون العديد من اللافتات، منها: «لا لأخونة الإعلام»، و «الإعلام المصري ملك الشعب»، و «من أجل إعلام حر»، فيما أصدر المشاركون في الوقفة بياناً بعنوان: «من أجل إعلام وطني مستقل ومهني»، وقالوا فيه: «نظراً لما تمثله اللحظة الراهنة من خطورة على مسارنا المهني، ونظرا لعدم امتلاكنا أي غطاء نقابي يحمينا، فإننا نقترح القيام فوراً بإشهار النقابة المستقلة لإعلاميي ماسبيرو، لتصبح مظلة نقابية نحتمي بها». وأضاف البيان: «نعرب، نحن الإعلاميين العاملين بالإعلام الوطني المملوك للشعب المصري، عن بالغ قلقنا لما لاحظناه في الفترة الماضية من تصاعد محاولات تكميم الأفواه وتوجيه إعلام الشعب المصري ليكون بوقاً لتيار أو اتجاه بعينه». سخرية ما وبعيداً من تهديدات المذيعين وتظاهرات ماسبيرو، مازالت قناة «سي بي سي» في واجهة الأحداث، حيث لم تحتمل الفنانة غادة إبراهيم سخرية الإعلامي باسم يوسف في برنامجه «البرنامج» على قناة CBC من فستانها وتصريحاتها أثناء مشاركتها في حفل افتتاح مهرجان القاهرة السينمائي.