قالت صحيفة «كومرسانت» الروسية أمس إن روسيا تقاوم ضغوط الولاياتالمتحدة كي تقنع الرئيس السوري بشار الأسد بالاستقالة وتهدد دمشق بعقوبات على أمل إنهاء الصراع الدائر بسورية. ويزيد هذا التقرير الذي استندت فيه الصحيفة إلى مصدر لم تذكر اسمه من المؤشرات على أن روسيا ليست مستعدة للضغط من أجل إخراج الأسد من السلطة رغم جهودها كي تنأى بنفسها عن حليفها القديم والمشتري الرئيسي لسلاحها. وقال التقرير «روسيا لا تعتزم إقناع الزعيم السوري بترك منصبه طواعية» مما يعزز المؤشرات على أن الفجوة ما زالت قائمة بعد اجتماعين عقدهما مؤخراً مسؤولون أميركيون وروس مع المبعوث الدولي الأخضر الإبراهيمي. ويسعى الإبراهيمي للتوصل إلى حل يستند إلى إعلان جنيف الذي صدر في 30 حزيران (يونيو) والذي دعا إلى تشكيل حكومة انتقالية لإنهاء الصراع القائم منذ 20 شهراً. وتعثر الاقتراح في ذلك الوقت بسبب قضية مصير الأسد وقالت وزيرة الخارجية الأميركية هيلاري كلينتون إن الإعلان يوضح ضرورة تنحيه في حين نفى وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف ذلك. وقال الرئيس الروسي فلاديمير بوتين ومسؤولون روس آخرون مراراً إن موسكو لا تحاول تعزيز وضع الأسد لكن لا ينبغي أن تطيح به قوى خارجية استناداً إلى مبدأ عدم التدخل في شؤون الدول ذات السيادة. وأشارت صحيفة كومرسانت إلى سبب يتسم بقدر أكبر من العملية لمقاومة روسيا للضغوط الأميركية وهو أن «موسكو مقتنعة بأن الأسد لن يخرج طواعية» وهي تصريحات سبق وأن كررها مسؤولون روس. وقال التقرير إن كلينتون ناشدت روسيا في هذا الصدد خلال اجتماعات عقدتها مع لافروف في دبلن يوم الخميس حيث أجرتا محادثات مع الإبراهيمي وكذلك خلال اجتماعات في كمبوديا الشهر الماضي. وذكر التقرير أن كلينتون أبلغت لافروف أن حكومة الأسد ستسقط إن عاجلاً أم آجلاً وأنه إذا لم تكن هناك حكومة انتقالية فمن المرجح أن تسقط سورية في الفوضى والعنف والاقتتال الطائفي. كما قالت كومرسانت إن كلينتون أبدت قلقها من احتمال استخدام حكومة الأسد أسلحة كيماوية ضد مقاتلي المعارضة الذين يحاربونه أو احتمال إقدام حلفائه على هذا بعد سقوط الحكومة. وتابعت أن روسيا تشارك الولاياتالمتحدة مخاوفها في شأن احتمال وقوع المزيد من العنف وفي شأن استخدام الترسانة الكيماوية السورية لكنها تعتقد أن خطر سقوط هذه الأسلحة في أيدي متشددين يتجاوز خطر استخدام الحكومة لها. وأضافت أن كلينتون حضت لافروف على التفكير في تهديد حكومة الأسد بفرض عقوبات اقتصادية وديبلوماسية مدعومة من الأممالمتحدة ما لم يوقف كل أشكال العمل العسكري لكن مساعيها لم تكلل بالنجاح. وتقاوم روسيا والصين مساعي فرض عقوبات على سورية واستخدمتا حق النقض (الفيتو) ثلاث مرات ضد قرارات في مجلس الأمن التابع للأمم المتحدة بهدف عزل الأسد بسبب العنف الذي أسفر حتى الآن عن سقوط أكثر من 40 ألف قتيل. ولم يتسن الاتصال بمسؤولين في وزارة الخارجية الروسية أو مسؤولين أميركيين في موسكو للتعقيب على تقرير صحيفة كومرسانت.