قالت روسيا أمس إن التخطيط لمستقبل سورية السياسي يجب ألا يفرض عليها من الخارج في تأكيد لرفضها الضغوط الأجنبية التي تمارس على الرئيس السوري بشار الأسد حتى يتنحى والمساندة الغربية لتحالف المعارضة. وفي بيان عن المحادثات التي جرت بين الوسيط الدولي الأخضر الإبراهيمي ومسؤولين روس وأميركيين في جنيف أول من أمس كررت الخارجية الروسية دعوتها لوقف العنف وبدء محادثات حول «معايير الفترة الانتقالية». وقال البيان إن روسيا «أكدت على أن القرارات الضرورية في شأن إصلاح النظام السياسي السوري... يجب أن يتخذها السوريون أنفسهم من دون تدخل من الخارج أو محاولات فرض حلول معدة للتطورات الاجتماعية والسياسية» على السوريين. وتضغط الولاياتالمتحدة وحلفاؤها في حلف شمال الأطلسي من أجل رحيل الأسد في إطار الجهود لوقف إراقة الدماء في سورية لكن روسيا والصين استخدمتا حق النقض (الفيتو) ضد قرارات في مجلس الأمن التابع للأمم المتحدة كانت تستهدف الضغط على الرئيس السوري. وكررت وزارة الخارجية الروسية دعوات بإنهاء القتال فوراً و «بدء حوار وطني يناقش خلاله ممثلو الحكومة السورية والمعارضة معايير لفترة انتقالية ويتفقون عليها». ويستهدف بيان الخارجية في ما يبدو التأكيد على التزام روسيا بمساعدة الإبراهيمي على التوصل إلى حل للصراع المستمر منذ 21 شهراً يشمل إجراء محادثات في شأن انتقال سياسي لكنه يواصل معارضته لتنحي الأسد كشرط مسبق. ويسعى الإبراهيمي للتوصل إلى اتفاق يستند إلى إعلان صدر في 30 حزيران (يونيو) عقب محادثات دولية في جنيف دعت إلى تشكيل حكومة انتقالية. وتعثر الاقتراح في ذلك الوقت بسبب مسألة مصير الأسد. وقالت واشنطن إن الإعلان بعث برسالة واضحة في شأن ضرورة رحيله بينما تقول روسيا إنه لم يتضمن شيئاً من هذا القبيل. ولمح البيان الروسي أمس أيضاً إلى معارضة روسيا لتأييد الغرب للائتلاف الوطني السوري لقوى المعارضة والثورة الذي يمكن أن تعترف به الولاياتالمتحدة قريباً كممثل شرعي وحيد للشعب السوري.