أشادت الولاياتالمتحدة باعتراف روسي بأن المعارضة السورية ربما تنجح في مسعاها للإطاحة بالرئيس بشار الأسد ودعت موسكو للانضمام الى جهود لإدارة عملية انتقال سياسي سلمي. وقالت المتحدثة باسم وزارة الخارجية فيكتوريا نولاند في مؤتمر صحفي "نود أن نثني على الحكومة الروسية لإدراكها الواقع أخيرا واعترافها بأن أيام النظام معدودة. "السؤال الآن هو هل ستنضم الحكومة الروسية لمن يعملون في المجتمع الدولي مع المعارضة لمحاولة إحداث انتقال ديمقراطي سلس." وقال مسؤول أمريكي آخر أن مقاتلي المعارضة يبدو أنهم يحققون انتصارات على الأسد وقواته. وقال المسؤول "لعل الأسد يظن أن سوريا ما زالت في قبضته فالأوهام لا تموت بسهولة لكن الأسد والمقربين إليه بدأوا يشعرون بالضغوط النفسية للقتال في حرب طويلة لا تسير على هواهم." وقال نائب وزير الخارجية الروسي ميخائيل بوجدانوف مبعوث الكرملين الخاص لشؤون الشرق الاوسط يوم الخميس إن مكاسب المعارضة على الارض تنبيء بأنه "لا يمكن استبعاد" انتصارها في نهاية المطاف على الأسد. وكانت تعليقات بوجدانوف من بين الاكثر تشاؤما حتى الآن من جانب روسيا التي حمت حكومة الأسد من الإدانة والعقوبات في مجلس الأمن الدولي وقاومت ضغطا غربيا للانضمام الى جهود الإطاحة به من السلطة. وقالت نولاند ان تصريحات بوجدانوف توضح أن موسكو أصبحت على دراية بما سيحدث في سوريا وقالت إنه ينبغي لروسيا الآن دعم جهود منع اتساع حمام الدم. وأضافت "يمكنهم ان يسحبوا أي دعم باق لنظام الأسد سواء أكان دعما ماديا أم ماليا ... يمكنهم ايضا ان يساعدونا في التعرف على الأشخاص الذين قد يكونون مستعدين داخل سوريا للعمل بشأن هيكل انتقالي." ويسعى المبعوث الدولي الأخضر الإبراهيمي الذي التقى بمسؤولين من روسياوالولاياتالمتحدة مرتين الأسبوع الماضي الى ايجاد حل بناء على اتفاق تم التوصل اليه في جنيف في يونيو حزيران يدعو لتشكيل حكومة انتقالية في سوريا. لكن روسيا كررت تحذيراتها من أن الاعتراف الدولي بائتلاف المعارضة الجديد خاصة من الولاياتالمتحدة يقوض المساعي الدبلوماسية ورفضت قول الولاياتالمتحدة إن اتفاق جنيف بعث برسالة واضحة مفادها أنه ينبغي للأسد أن يتنحى. وقالت نولاند إن الاجتماعات مع الإبراهيمي يمكن ان تضع اطار عمل للهيكل السياسي الذي سيخلف الأسد. وأضافت قولها "قلنا دوما للروس إننا نخشى أنه كلما طال أمد هذا الأمر وكلما تأخرنا في الوصول إلى طريق سياسي بديل لسوريا، سيكون الطريق الوحيد المتاح هو الطريق العسكري وهو ما سيجلب المزيد من العنف والمزيد من الدمار والموت داخل سوريا. ويجب علينا جميعا أن نعمل معا."