أعلن رئيس الهيئة العامة للسياحة والآثار الأمير سلطان بن سلمان، عن إطلاق «مجموعات أصدقاء التراث العمراني الوطني»، كما كشف عن إنشاء مركز تراثي حضاري باسم الأمير سلطان بن عبد العزيز «رحمه الله» في العقير، بالتعاون مع أمانة الأحساء. ونقل موافقة وزير الشؤون البلدية والقروية الأمير الدكتور منصور بن متعب، على إنشاء إدارة متخصصة في التراث العمراني بالوزارة، وإطلاق منتدى تفاعلي حول التراث العمراني. وأكد الأمير سلطان، اهتمام الهيئة بتراث المملكة. وذكر أنها تعمل على إنشاء المتاحف، وتنمية الحرف والصناعات التقليدية، وتطوير القرى التراثية. وقال: «إن الهيئة تعمل مع صندوق التنمية الزراعية، في مشروع مُشترك يُعنى بتمويل النزل الريفية». وأضاف أن «الهيئة العامة للسياحة والآثار أطلقت مشروعاً لترميم وحماية قصور السعودية. كما أنشأت مركزاً للتراث العمراني الوطني». وأرجع رئيس هيئة السياحة والآثار، خلال لقاء أمس مع الشباب وطلبة جامعة الملك فيصل، بمناسبة انطلاق «مُلتقى التراث الوطني السنوي»، بعنوان «التراث العمراني ومستقبل مجتمعنا واقتصادنا»، فكرة مشروع تطوير شاطئ العقير في الأحساء، إلى «رغبة أبداها المغفور له الأمير سلطان بن عبد العزيز «رحمه الله»، حين قال لنا قبل سنوات: أريد أن يكون لي أول مسكن في العقير. ومن هنا انطلقت فكرة تطوير الشاطئ»، لافتاً إلى «إنشاء مركز حضاري وثقافي في العقير باسمه «رحمه الله». وأشاد بجهود أمير المنطقة الشرقية الأمير محمد بن فهد، الذي «ساهم بشكل فعال، في إعادة إعمار سوق القيصرية». وقال: «كتب حينها لخادم الحرمين الشريفين الملك فهد بن عبد العزيز «رحمه الله»، الذي وافق على إعادة إعمار القيصرية. وقدم تبرعاً للمشروع ب 20 مليون ريال». وأشار إلى «الشراكة المجتمعية» مع جامعة الملك فيصل، التي اعتبرها «من الجامعات الرائدة في الاهتمام بالتراث. وعملت الكثير للحفاظ على تراث الوطن بشكل عام، خصوصاً الأحساء، التي تملك مقومات سياحة وتراثاً عمرانياً كبيراً». وذكر أنها «كنز تاريخي عظيم، وهي أول بوابة اقتصادية للمملكة على الخليج العربي»، مشيراً إلى أن مشروع وسط الهفوف سيساهم في «الحفاظ على هوية المحافظة العمرانية». وأكد الحرص على «المحافظة على التراث العمراني، وإخراجه من بطون الكتب، ليكون واقعاً معاشاً»، مشيراً إلى الدعم المقدم لمشروع «البعد الحضاري»، الذي يرمي إلى «إحداث نقلة أساسية في الآثار والمتاحف والتراث العمراني والوطني، وإبرازها كبعد حضاري أساسي للمملكة، والمحافظة على التراث الثقافي الوطني، وتأهيله وتنميته، واعتبار ذلك مسؤولية جماعية يساهم فيها كل مواطن، وتحقيق مشاركة المجتمعات المحلية في كل ما له علاقة بالتراث، وتمكينهم من القيام بالأدوار الرئيسة، فضلاً عن نقل المعرفة وبناء قدرات جميع الشركاء في مجالات الحماية والمحافظة والتأهيل». وقال الأمير سلطان بن سلمان: «إن التراث العمراني ليس عمارة، أو تراثاً فقط، بل هي قضية لها ارتباط بتاريخ بلادنا ومستقبلها، ووحدتنا الوطنية، ومكانتها الاقتصادية». وأشار إلى أن الاهتمام الدولي بالتراث العمراني، له «علاقة وثيقة بنمو الدولة الحضاري، فكلما ازدادت أي دولة حضارياً، تزايد اهتمامها بالتراث العمراني»، معرباً عن أمله في أن «يعتز الشباب بعمارتهم الوطنية، وأن يعيشوا في بلادهم، ولا يسكنوها فقط». وذكر أن «الهيئة نجحت مع وزارة التربية والتعليم، في توعية طلبة المدارس بقضية التراث العمراني الوطني، وهي تسعى لتنفيذ البرنامج مع الجامعات». ولفت إلى أن برنامج «لا يطيح»، يسعى إلى «وقف هدم مباني التراث العمراني، وإعادة تأهيلها». إلى ذلك، دشن الأمير سلطان بن سلمان، «المعرض الخارجي الدائم لصور التراث العمراني» في منتزه الملك عبدالله البيئي. وأوضح أمين الأحساء المهندس فهد الجبير، أن «الأمانة خصصت موقعاً متميزاً للمعرض، يضم أكثر من 100 صورة، تعكس تراث المملكة عموماً، والأحساء بصورة خاصة. كما سعت لإبراز المعالم التراثية للمنطقة، حفاظاً على تاريخها». وأشار الجبير، إلى تبنيهم تنفيذ مشروع «تأصيل التراث العمراني»، لتطوير وسط مدينة الهفوف التاريخي، وفق خطة شاملة لتطوير المباني والشوارع والأسواق القديمة. وقال: «إن الأمانة تعمل على إنجاز مشاريعها الخاصة بإعادة تأهيل مباني التراث، ومنها سوق الحميدية، ودروازة الكوت، ومسجد سوق القيصرية». وتُشارك أمانة الأحساء في الملتقى، بورقة عمل بعنوان «إنجازات أمانة الأحساء في الحفاظ على المناطق التاريخية»، يُقدمها وكيل الأمانة للتعمير والمشاريع المهندس عادل الملحم، إضافةً إلى مشاركة الأمانة في المعرض المُصاحب للملتقى، والمخصص للتراث العمراني.