ظلت المرأة في التنظيمات الإسلامية خلال أربعة أجيال من عمر حروبها حبيسة نظرية مستقاة من تفسيرات دينية لمنظريها، وبقي ذلك الوضع متأثراً بإسقاطات خلقتها انتماءات قيادة التنظيم لهذا البلد أو ذاك. فوضع المرأة في تنظيم «الإخوان المسلمين» منذ ظهوره مروراً بأحداث الحقبة الناصرية ثم تبلور تنظيم التكفير والهجرة ومواجهاته مع السلطات المصرية وما بعدها، ظل محتفظاً بأنماط اجتماعية محافظة عائدة إلى البيئة الريفية التي خرج منها أكثر قادة التنظيم. لم يختلف هذا الوضع مع انتقال إلى أفغانستان، حيث أنيطت بالمرأة أدوار تقليدية انحصرت غالباً في الإسناد اللوجستي والتوعية والحشد النسوي، وهو الإطار الذي لم تخرج عنه زوجات العرب الأفغان «المهاجرات» إلى بيشاور، إذ كن يؤدين دورهن في مساندة الزوج والأب والأخ ضمن ذلك الإطار، وكان نفوذ هذه أو تلك منهن انعكاساً لمدى قربها أو بعدها من «الزعيم»، كما أن المستوى التعليمي لمعظمهن كان متوسطاً يشمل علوماً تقليدية مثل التربية والعلوم الدينية والطب والتمريض في حالات نادرة.