لم يكن المغربي عادل تشيكيطو (34 سنة) يعلم انه سيصبح نائباً برلمانياً بعد الحراك العربي، إذ كانت نسمات الربيع العربي على المغرب استثناء لم يدم طويلاً. فبحسب عادل يعد المغرب واحداً من الدول العربية التي انطلقت فيها نسائم التغيير منذ سنوات وتفاعلت قواه السياسية والحقوقية مع ما عاشته الساحة السياسية من حراك مع حركة 20 فبراير، إلى غير ذلك من المطالب الإصلاحية التي تفاعل معها العاهل المغربي في خطاب ملكي تاريخي في 9 آذار (مارس). وبثقة عالية يقول عادل انه كان واحداً من الداعمين لهذه الحركة التي كان لها امتداد في كل مدن المغرب وقراه على رغم أن الحزب الذي ينتمي إليه تحفظ عن احتجاجات حركة «20 فبراير» ولم يخرج مسانداً لها. وكان الأمر طبيعياً وقتذاك لأن أمينه العام كان رئيس الوزراء! ويستطرد عادل: «كأي شاب مغربي طمحت منذ أن دخلت إلى عالم السياسة أن أكون فاعلاً أساسياً في عملية التغيير والإصلاح التي يتمناه الشعب المغربي واعتبرت دائماً أن عملية التغيير تقتضي منا كشباب مزيداً من الفعالية والمشاركة والمبادرة، لذا بعد نضالنا داخل منظماتنا الشبابية الحزبية وبعد أن تجاوبت كل القوى مع طرحنا وحان موعد الانتخابات قررت أن أرشح نفسي للائحة الوطنية بطلب من رفاقي في النضال». ويتابع: «لم تكن بالنسبة إلي هذه المحطة تتعلق بلحظة واحدة تجلت في نتائج انتخابات 25 تشرين الثاني (نوفمبر) وإنما بمراحل انتخابية تنظيمية يقيس فيها المرء درجة ثقة المناضلين المنتمين لنفس تياره، وفرحت كثيراً لأنني أؤمن بأن البرلماني المرشح على اللائحة الوطنية لا قيمة له إذا لم يجمع المناضلون من أبناء تنظيمه على أحقيته بتمثيل الأمة داخل قبة البرلمان». وعلى رغم الاستثناء المغربي، يصف البرلماني عادل تشيكيطو الذي ينحدر من أسرة متواضعة، نتائج الربيع العربي بالمهربة وأن ثماره تعرضت للسطو بفعل تكالب مجموعة من القوى الخارجية والداخلية التي استغلت حالة الغضب العارم في الدول العربية القابعة لسنوات بسبب الاستبداد. عادل تشيكيطو البرلماني الذي فاز بمقعد ضمن اللائحة الوطنية للشباب وهو ما يعتبره فرصة تمثيلية للشباب تضمن لهم الحق في المشاركة في صنع القرار، وتعبر عن قوتهم الحقيقية داخل المجتمع طالب بتجاوز النظر إلى الشباب كرقم انتخابي ومجرد أداة للتصويت. فالتجربة داخل قبة البرلمان بحسبه تختلف من شاب لآخر حيث لا يكفي أن يكون المرء من فئة عمرية شابة لينقل قضايا هذه الشريحة ويدافع عنها خير دفاع. فالتكوين السياسي والمناعة التنظيمية والتربية على الديموقراطية كلها محددات قد تتحكم في قناعات الشاب البرلماني وتوجه مساره النضالي إما ليتشبث بمبادئه التي استطاع الوصول بها إلى البرلمان أو ينصاع للأمر الواقع ويكرس تلك الصورة النمطية عن الوحش السياسي الذي يأخذ ولا يعطي. ومن خلال متابعة سريعة لمسار البرلمانيين الشباب يعتقد أن الانطباع الذي بدأ يتسلل إلى الرأي العام الوطني هو أن الدم الجديد أعطى زخماً للبرلمان وأحيا نقاشاً سياسياً في شتى المجالات كانت قاعات البرلمان قد افتقدته منذ أوائل التسعينات. وبالنسبة لعادل، فالبرلمان اليوم واجهة نضالية يجب عليه أن يستثمرها بشكل أمثل لإيصال صوت الجماهير إلى المسؤولين والنضال لتحقيق مطالبهم المشروعة والتعاون مع كل المبادرات التي تهدف إلى تحريك عجلة التنمية على كل المستويات. ويقول: «لا أخفي أن بعض قناعاتي تغير بخصوص العمل النيابي وسأحاول أن أنقل الصورة كما هي لعموم المغاربة وعلى الخصوص الشباب. فقد كنا نعتقد قبل دخول البرلمان أن أمر التمثيل يسير وأن لا مشقة في ذلك غير أن هذا الانطباع سرعان ما تغير مع الوقوف أمام صدمة قلة الإمكانات المتاحة للبرلماني ومنهجية التسيير الكلاسيكية التي تساهم في تقييده بمظلة الرتابة والملل الذي لا يمكنه إلا أن يوسع الهوة بينه وبين قاعدته». واختير عادل تشيكيطو أخيراً سفيراً للسلم والنوايا الحسنة من قبل الفيديرالية العالمية للسلم وفنون الحرب لعمله الميداني الدؤوب في منظمات شبابية رياضية. فقضايا الشباب تحتكر النصيب الأكبر من انشغالاته، حتى إن غالبية الأسئلة التي يوجهها للوزراء تتناول هذه القضايا وتتراوح بين ما هو اجتماعي واقتصادي وسياسي. أما تلك التي لا تصله عنها إجابات مقنعة فيعمل على الرد عليها والتعقيب عليها بما يمليه القانون والأعراف البرلمانية. فالأسئلة الكتابية والشفوية بحسبه هي أهم وسيلة لمراقبة عمل الحكومة لذا يحاول أن يعطيها القسط الأوفر من انشغالاته مشدداً على تداولها عبر المواقع الاجتماعية بكل شفافية. أما أولى الأولويات التي يكرس لها وقته مع فريق من الحقوقيين والناشطين الشباب فهي المساهمة في تجفيف منابع الفساد في الصخيراتتمارةالمدينة التي رشحته، ومطاردة المفسدين وفضحهم أينما كانوا وفق الصلاحيات التي يمنحها القانون للنائب المغربي.