ردت حركة «حماس» بقوة على تصريحات رئيس كتلة حركة «فتح» البرلمانية عزام الأحمد، في وقت غازل رئيس المجلس التشريعي الدكتور عزيز الدويك «فتح»، مؤكداً أنه لن يرشح نفسه للانتخابات الرئاسية مطلع العام المقبل. وكان الأحمد شن هجوماً قاسياً عل «حماس» في مقابلة على الهواء مباشرة مع قناة «العربية» الفضائية ليل السبت - الأحد على خلفية منع أعضاء مؤتمر «فتح» من مغادرة قطاع غزة للمشاركة في انتخابات اللجنة المركزية والمجلس الثوري. ووصف الناطق باسم «كتلة التغيير والاصلاح»، القيادي في «حماس» النائب الدكتور صلاح البردويل تصريحات الأحمد بأنها «نوع من أنواع السقوط في وحل العمالة». وقال في تصريح وصلت الى «الحياة» نسخة منه أن «حماس غير قلقة كثيراً من التهديدات الأخيرة التي أطلقها الأحمد تجاه الحركة وقطاع غزة»، معتبراً أن «تهديدات كهذه تخرج من تحت مظلة الاحتلال (الاسرائيلي) هي نوع من أنواع السقوط في وحل العمالة». وطالب الأحمد «بتوضيح الهوية التي يتحدث بها إن كانت باسم فتح، أو باسم السلطة الفلسطينية». وقال: «سمعنا هذه التهديدات كثيراً، وهي لا تساوي الوقت التي بثت فيه مباشرة ... وحماس غير قلقة تجاه كل هذه التهديدات». وفي ردِّه على ما قاله الأحمد من ان المؤتمر السادس بحث العديد من البدائل الصعبة، ومنها ما هو معلن ومنها ما سيبقى سرياً في حال فشل الحوار الفلسطيني، قال البردويل: «الأحمد يستخدم في تهديداته عصا الاحتلال لضرب حماس كما استخدمها من قبل في ضرب غزة وفشلوا»، في اشارة الى الحرب الأخيرة على القطاع التي دامت 22 يوماً وانتهت في 18 كانون الثاني (يناير) الماضي. وعن انتخاب الرئيس محمود عباس قائداً عاماً لحركة «فتح» بالتزكية، قال البردويل إن «التعيين يعكس النهج السابق نفسه لحركة فتح ويدل على هشاشتها كتنظيم لم يعد وطنياً». الدويك الى ذلك، طمأن الدويك «فتح» الى أنه لا ينوي ترشيح نفسه للانتخابات الرئاسية المقبلة، وقال إن «موضوع الانتخابات يجب أن تتحقق فيه أربعة شروط، وهي الاتفاق على قانون الانتخابات، ومن ثم الموعد، ثم التسهيلات اللازم طرحها لكل الكتل والقوائم المشاركة، وأن يقبل المجتمع الدولي بنتائج العملية الديموقراطية، وإلا فإن العالم الدولي سيكرر معياره المزدوج السابق الذي رأيناه بعد عام 2006 بعد نجاح حماس في الانتخابات». وأوضح الدويك في حوار مع صحيفة «فلسطين» التابعة لحركة «حماس» نشرته أمس أنه لا ينوي ترشيح نفسه للرئاسة، قائلاً: «أرجو أن أنجز عملية المصالحة الوطنية، وأن أضع نقطة كبيرة أبتدئ من خلالها حياتي الأكاديمية وليس السياسية ... وأمنيتي أن أنجز المصالحة الفلسطينية ثم يكون لكل حادث حديث». وأشار الى أن عدم عودته إلى عمله انطلاقاً من مكتبه في المجلس يعود إلى «تراجع كتلة فتح عن الاتفاق الذي وقَّعته جميع الكتل البرلمانية في هذا الخصوص»، معرباً عن أمله في أن يعود إلى ممارسة عمله «بعد انتهاء مؤتمر فتح السادس في أجواء توافقية». وأكد «حرص النواب على إنهاء الانقسام وعودة اللُّحمة بين شطرَي الوطن». واعتبر أن «مؤتمر فتح شأن داخلي للحركة، متمنياً أن «تنعكس نتائجه الإيجابية على الساحة الفلسطينية. ودعا إلى إغلاق «ملف الاعتقال على خلفية فصائلية مرة واحدة وإلى الأبد». وعن شعبية «حماس» بعد تجربتها في الحكم، رأى الدويك أن «حماس لم تُعطَ الفرصة كي تثبت كفاءة أعضائها، وحوربت حرباً شعواء من الغرب وأوساط كثيرة جدًّا إقليمية ودولية، لذلك فالحكم على كفاءة الإخوة الذين انتُخبوا يبقى ناقصاً، وبالذات كون أكثر من ثلث الأعضاء يقبعون الآن في السجون، ورئيس المجلس كان في السجن مدة ثلاث سنوات». ولفت الى «الحاجة إلى انتخابات تفرز موقف الشعب الفلسطيني من كل الفصائل والقوى الفلسطينية، وتحدد من نقصت شعبيته ومن زادت، بشرط أن تكون انتخاباتٍ ديموقراطية نزيهة شاملة تتاح فيها لكل الكتل البرلمانية أن تعرض برامجها، ويُترك للشارع الفلسطيني الواعي والمثقف حرية الاختيار». وأشار إلى أن «وضع حماس ومؤسساتها في الضفة الغربية في غاية الصعوبة، وأن هناك أعداداً كبيرة من الشباب معتقلون، وهناك تضييقات».