يحكي فيلم وثائقي جديد أخرجه الإسرائيلي المقيم في سويسرا بيني برونر تحت عنوان «السطو الكبير على الكتب»، قصةَ قيام الجيش الإسرائيلي في الأشهر الأولى لقيام الدولة العبرية عام 1948 بحملة تمشيط لبيوت فلسطينية في مدينة القدس وضواحيها هُجِّر أصحابها خلال الحرب بحثاً عن كتب عربية لإثراء «المكتبة القومية» الإسرائيلية بها. ويؤكد الفيلم أنه تم نهب اكثر من 30 ألف كتاب، منها 8 آلاف لا تزال تحمل ملصقاً عليه الحرفان «إيه بي» (أي Abandoned Property - أملاك متروكة)، بينما تمت إزالة الملصق عن أكثر من 20 ألف كتاب آخر لمحو أثره ومصدره. ويعتمد الفيلم الذي يعرض للمرة الأولى في تل أبيب بعد أقل من شهر، دراسة أعدها الدكتور غيش عميت خلال إعداد رسالة الدكتوراه، تبين له خلالها أن موظفي «المكتبة القومية» شاركوا جنود الاحتلال في عمليات التمشيط بحثاً عن مكتبات بيتية غنية بكتب قيّمة. ويقول عميت إنه بينما يدعي الإسرائيليون أنهم قاموا بجمع الكتب «لإنقاذ ثقافة ومنعاً لإتلاف هذه الكتب القيّمة»، يعتبر الفلسطينيون ما حصل عملية نهب للثقافة الفلسطينية «كجزء من النكبة الفلسطينية». كما يكشف عميت عن بروتوكول لجلسة الحكومة صيف عام 1948 يؤكد علم الحكومة بعملية نهب الكتب حين أبلغها موظف المكتبة أنه «تم حتى الآن جمع 12 ألف كتاب من مكتبات أدباء ومثقفين عرب في مكان آمن». ويقول مخرج الفيلم إن «التدمير الثقافي» الذي لحق بالفلسطينيين لم يحظ بالاهتمام المطلوب «ولأجل هذا ولدت فكرة الفيلم». ويضيف أن الفيلم يتطرق إلى سرقة مكتبات من عائلات معروفة، مثل عائلة آل نشاشيبي العريقة في القدسالمحتلة، ويعرض أحد الكتب المسروقة كتب عليه إهداء بخط اليد للمرحوم نصر الدين النشاشيبي. كذلك تضم «المكتبة القومية» كتباً من مكتبة الكاتب الفلسطيني خليل السكاكيني الذي هجر وعائلته من حي القطمون في القدس، وعلى أحد هذه الكتب يبرز توقيع بخط يده. ويضيف مخرج الفيلم: «لم أُفاجَأ بهذه الفعلة من جانب إسرائيل. وكما يقول أحد المحاوَرين في الفيلم، فإن هذا العمل هو عمل دنيء لا يصدقه العقل، شعب إسرائيل يسرق كتباً من بيوت متروكة لفلسطينيين ويضعها في مكتبته القومية».