ينم الأداء الميداني لسلاح الجو الأسرائيلي عن ارتباك وتخبط، فباستثناء خسارة القائد أحمد الجعبري فإن أكثر الغارات التي تلت ذلك تدل على ضعف موقف الاحتلال: أكثر من خمسين غارةً جويةً على أراض فارغة لا توجد أي قيمة عسكرية لاستهدافها. معظم ضحايا العدوان هم أطفال وشيوخ كبار. ان دولة الاحتلال تعاني من شح في المعلومات الاستخبارية وبنك الأهداف في غزة يبدو أنه في طريقه الى الإفلاس. فنتانياهو صعد على الشجرة وأقدم على خطوة اغتيال الجعبري من دون أن يدرس الخطوة التالية لهذا الاغتيال. فأي غباء تتحلى به الحكومة الإسرائيلية الحالية؟ ألم يخطر ببالها رد فعل المقاومة على هذه الجريمة؟ أكثر من 200 قذيفة صاروخية أطلقت في اليومين الأول والثاني على فلسطينالمحتلة ما أدى إلى نزوح جماعي لسكان المناطق الجنوبية باتجاه الشمال. وللمرة الأولى في تاريخ الصراع تقصف المقاومة تل أبيب بصواريخها البدائية.وللمرة الأولى تُسقط المقاومة في غزة طائرةً اسرائيلية. وللمرة الأولى تستهدف المقاومة في غزة زورقاً عسكرياً اسرائيلياً. وزير الأمن الأسرائيلي آفي ديختر يقول إن إسرائيل مرت بليلة قاسية لم تعهدها من قبل. لقد أراد تحالف اليمين المتطرف نتانياهو - ليبرمان د بهذا الاغتيال أن يرفع أسهمه الانتخابية لكن المعطيات على الأرض تؤكد أن السحر انقلب على الساحر. كل ما فعلته الآلة العسكرية الإسرائيلية لا يدل على قوة وأريحية إنما دلالته الوحيدة هي الضعف والارتباك.